للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

جلالة المؤلف لأنه ليس من شرط الحافظ إحاطته بمخرج كل حديث في الدنيا.

قلت: مشكور فضلك على هذا الاعتراف والاعتذار، وإن كان اعتذار حق أريد به باطل إلا أنه مع الأسف الشديد لم يصادف محلا، وكان مبنيا على غلط، فالمصنف ذكر الحديث بتمامه وعزاه لأبي نعيم في الحلية كما في سائر نسخ المتن، إنما الخلل من بصر الشارح، وعدم تحقيقه، ثم إنه كما غلط على المصنف في هذا كذلك غلط على ابن عدى في عزوه هذا الحديث إليه من حديث عائشة، وعلى الحافظ العراقى في نقل ذلك عنه، فابن عدى لم يخرج الحديث عن عائشة بل خرجه عن ابن عمر (١) أيضًا.

أما أبو نعيم فأخرجه في ترجمة عمران القصير [٦/ ١٨٢]، وأما ابن عدى ففي ترجمة الهيثم بن جماز [٧/ ١٠٢] كلاهما من طريق آدم بن أبي إياس:

ثنا الهيثم بن جماز عن أبي بكر عمران القصير عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تكلموا في القدر، فإنه سر اللَّه، فلا تفشوا اللَّه سره".

وأما الحافظ العراقى فقال: أخرجه ابن عدى وأبو نعيم في الحلية من حديث ابن عمر: "القدر سر اللَّه فلا تفشوا اللَّه عز وجل سره" لفظ أبي نعيم.

وقال ابن عدى "لا تكلموا في القدر فإنه سر اللَّه. . . " الحديث، وهو ضعيف، اهـ.

كذا فرق بين لفظ ابن عدى وأبي نعيم، والذي نقلته من الحلية كما سبق مثل لفظ ابن عدى، فلعل الحافظ العراقى قلد في نقله، ولم ينقله من نفس الحليه، وكذلك المصنف، أما سبب ضعفه فهو الهيثم بن جماز، فإنه متروك


(١) خرج ابن عدى حديث عائشة رضي اللَّه عنها في ترجمة يحيى بن أبي أنيسة بلفظ: "القدر سر اللَّه، من تكلم به يسأله عنه يوم القيامة. . . "، انظر (٧/ ١٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>