للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دخل عليه الفضل بن الربيع فقال: حسبك يا أمير المؤمنين بلطيفة، قال: وما هي؟ قال: عندى جاريتان؟ إحداهما مكية، والأخرى مدنية جلستا تغمزانى فهيجتاه على، فقامت المكية فجلست عليه، فقالت المدنية ما أنصفتنى: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه "من أحيا أرضًا ميتة فهي له"، فقالت المكية: فإن ابن عيينة حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "ليس الصيد لمن أثاره، وإنما الصيد لمن اصطاده"، قال الحافظ في اللسان، وهذا لا يحتمله الكديمى، وإن كان ضعيفًا.

قلت: وقد وردت من طريق آخر من غير رواية هذا، والحديثان فيها بسندين آخرين، قال أبو الفرج الأصبهانى [في] "الأغانى":

روى أحمد بن أبي طاهر عن إسحاق يعنى الموصلى، قال: وجه الرشيد إلى ذات الخال ليلة، وقد مضى شطر الليل، فحضرت فأخرج إليه جارية، كأنها المهاة، فأجلسها في حجره، ثم قال: غنى فغنته، فاستحسنه وشرب عليه، ثم استؤذن للفضل بن الربيع، فأذن له، فلما دخل قال: ما وراءك في هذا الوقت؟ قال: كل خير يا أمير المؤمنين، ولكن جرى لي الساعة سبب لم يجز لي كتمانه قال: وما ذاك؟ قال: أخرج لي في هذا الوقت ثلاث جوار لي مكية ومدنية وعراقية، فقبضت المدنية على ذكرى فلما أنعظ وثبت المكية، فقعدت عليه، فقالت لها المدنية: ما هذا التعدى؟، ألم تعلمى أن مالكًا حدثنا عن الزهرى عن عبد اللَّه بن ظاهر عن سعيد بن زيد أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أحيا أرضًا ميتة فهي له؟ " فقالت الأخرى: أو لم تعلمى أن سفيان حدثنا عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الصيد لمن صاده، لا لمن أثاره"؟ فدفعتهما العراقية عنه ووثبت عليه وقالت: هذا لي وفي يدى حتى تصطلحا، فضحك الرشيد

<<  <  ج: ص:  >  >>