للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحرمه (١) الله عليهم، وقد بين ذلك في سورة الأنعام والأعراف وبراءة وغيرهن من السور، ولهذا كان من شعار (٢) أهل البدع إحداث (٣) قول أو فعل، وإلزام الناس به وإكراههم عليه أو (٤) الموالاة عليه والمعاداة على تركه، كما ابتدعت الخوارج (٥) رأيها وألزمت الناس به، ووالت وعادت عليه، وابتدعت الرافضة رأيها وألزمت الناس به ووالت وعادت عليه، وابتدعت الجهمية رأيها وألزمت الناس به ووالت وعادت عليه، لما كانت (٦) لهم قوة في دولة الخلفاء الثلاثة الذين امتحن في زمانهم الأئمة


(١) في ط: يحرموا. وهو تصحيف.
(٢) في الأصل: إشعار. والمثبت من: س، ط. ولعله المناسب.
(٣) في الأصل: من إحداث. والكلام يستقيم بما أثبته من: س، ط.
(٤) في ط:. . والموالاة.
(٥) الخوارج: اسم يطلق على كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان، والأئمة في كل زمان.
لكن صار هذا الاسم علمًا على أول من خرج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في حرب صفين، وهم عشرون فرقة يجمعها القول بتكفير علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين وكل من رضي بالحكمين، وبتكفير من اقترف ذنبًا من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر في الدنيا، مخلد في النار في الآخرة، إلا النجدات منهم فإنهم قالوا: إن الفاسق كافر على معنى أنه كافر بنعمة ربه، ومما يجمعهم جميعًا تجويزهم الخروج على الإمام الجائر، وكان من ذلك حروب كثيرة -كما هو معروف-.
راجع في شأن هذه الفرقة الضالة: مقالات الإسلاميين -للأشعري- ١٦٧ - ١٦٨. والفرق بين الفرق -للبغدادي- ص: ٧٢ - ٧٣. والتبصير في الدين -للإسفراييني- ص: ٤٥. والملل والنحل -للشهرستاني- ١/ ١١٤ - ١١٥. والبداية والنهاية -لابن كثير- ٧/ ٣٠٤.
وانظر: ما ذكرته عن الحرورية ص: ١٥١.
(٦) في س، ط: كان.

<<  <  ج: ص:  >  >>