للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأشنان، ومن ليس معها صابون فأعطوها من هذا الصابون، وإن كانت عارية فاكسوها من هذا الثياب. قال فمرّة جاءت امرأة تغتسل ومعها سبعة أولاد ففصَّلنا للسبعة أثوابًا. قالت: وكان ذلك البيت قد اجتمع فيه هداديب (١) كثيرة فنزل مرة عسكرى الصالحية فخبأ الناس حوائجهم فقال له أهله: أخبئ ثيابك فأبى فأخذت ثيابه وحوائجه جميعها، وكان يتوضأ فأخذوا شاشه، فقال أنتم قد أخذتُم حوائجى فدعوا لى هذا الشاش، فقالوا: إنما هو نتبرك به، وكانت عمامته كبيرة جدًّا لنزلة كانت أصابته، وكان لا يقدر يفارقه، قالت: فعمدتُ إلى تلك الهداديب فعمل عنها عمامة بقدر عمامته ولبسها، قالت: وكنا إذا غسلنا عمامته وضعناه في طبقين (٢) وحكى لنا شيخنا الشيخ تقى (٣) الدين: إن إنسانا ناظره مرة في مسألة، قال: فناظره يومًا لا يقطع واحد منهما صاحبه ثم اليوم الثانى كذلك، قال: ففي اليوم الثالث قال لشخص من أصحابه: امض فانظر إن كان وحده؛ حتَّى أمضى إليه وإن جمع عنده الناس لم أمضِ إليه قال فمضى فوجده قد ملأ المجلس قال فلم يمضِ إليه وقال: قد انقطع ونفد ما عِنده فجمع من يساعده. قلت: وقد صنّف كتبًا منها كتاب " التُّحفة والفائدة في الأدلة المُتزايدة على أن الطلاق الثلاث واحدة" وكتاب "الردّ على المعترضين على ابن


(١) لعله يقصد بالهداديب هنا قطع القماش. وتكون جع هُدْبٍ، والهُدبُ في الأصل: طرف الثوب الَّذي لم ينسج بَعْدُ وبجمع الهدب على أهداب، ومن مجازه: فلان متمسك بأهداب الدين أي بأطرافه، لأن الهدب طرف الثوب كما قلنا.
(٢) كناية من عظمها.
(٣) كثيرا ما ترد مثل هذه العبارة فتشكل عليّ فلا أدرى من المقصود به لأن في شيوخه أكثر من واحد يلقب: "تقى الدين" وأشهرهم: تقى الدين الجراعى (ت ٨٨٣ هـ) وتقى الدين بن قَندس (ت ٨٦١ هـ).