للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عبد اللَّه يضرب لي مثل ابن جريج في عطاء من كثرة ما أسأله، ويقول لي: ما أصنع بأحد ما أصنع بك.

وكان أبو عبد اللَّه يسأله عن أخباره، ومعاشه، ويحثه على إصلاح معيشته، ويعتني به عناية شديدة، وقدمت عليه ثلاث مرات، وسمعته يقول: ولدت سنة إحدى وثمانين ومائتين.

قال الميموني: سألت أبا عبد اللَّه عن مسائل فكتبتها فقال: أيش تكتب يا أبا الجسن؟ فلولا الحياء منك ما تركتك تكتبها، وإنه علي لشديد، والحديث أحب إلي منها. مات في شهر ربيع الأول، سنة أربع وسبعين ومائتين (١).

مؤلفاته:

" مسائل الإمام أحمد": قال الخلال: عنده عن أبي عبد اللَّه مسائل في ستة عشر جزءا منها جزأين كبيرين بخط جليل، مائة ورقة إن شاء اللَّه أو نحو ذلك، لم يسمعه منه أحد غيري فيما علمت، من مسائل لم يشركه فيها أحد، كبار جياد تجوز الحد في عظمها وقدرها وجلالتها (٢).

وقد جمع فيها بين فقه الإمام أحمد والأوزاعي، قال شيخ الإسلام ابن تيميه: وقد كان الميموني من أعلام الرَّقّة، فقيه البدن، يرجع إليه الناس فيما يعرض لهم من الوقائع والنوازل، وقد كان فقه الإمام الأوزاعي قد دخل من الشام إلى الرقة قبل ذلك، فكأنَّ الميموني أراد أن يجمع بين المعرفة بفقه الإمام الأوزاعي وفقه الإمام أحمد، فكان يعرض عليه مسائل الأوزاعي وأصحابه ليجيبه فيها (٣)، ولعل هذا هو السبب في حرص الميموني على تدوين "مسائل الإمام أحمد" في أثناء حياته، وقد


(١) "الجرح والتعديل" ٥/ ٣٥٨، "طبقات الحنابلة" ٢/ ٩٢، "تهذيب الكمال" ١٨/ ٣٣٤، "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٨٩.
(٢) "طبقات الحنابلة" ٢/ ٩٣.
(٣) "مجموع الفتاوى" ٣٤/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>