للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سار أهل الوجود شرفًا وغربًا ... بالمعالي وبالعطايا الجسام

زاده الله رفعةً وعلوًّا ... ما تغنَّت في الأيك ورق الحمام

[٥٨٢]

الفضل بن عبد المطلب/ ٢٧٩ ب/ بن الفضل بن عبد المطلب بن الحسين بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو المعالي بن أبي هاشمٍ الصالحيُّ العباسيُّ.

من أهل حلب.

الشريف الحسيب النبيل النسيب، مقدم أصحاب أبي حنيفة- رضي الله عنه- وكبيرهم في وقته ورئيسهم وخطيرهم.

كانت ولادته في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بحلب. وتوفي بها يوم الجمعة تاسع عشر ذي القعدة سنة ثلاثة وثلاثين وستمائة، ودفن في مقام إبراهيم الخليل- صلوات الله عليه- قبلي المدينة.

اشتغل في عنفوان شبابه بفقه أبي حنيفة على والده وعلى غيره. وسمع منه الحديث النبوي، وقرأ أصول الدين والمذهب والخلاف. وكان كاملًا في العلوم الدينية؛ وله يد باسطة في علم العربية والأدب مع قرض الشعر وضاعة الإنشاء، والاستظهار لكتاب الله تعالى وتفسيره. وبرع في كل فضل ودرّس مكان والده بالمدرسة التي أنشأها الملك العادل نور الدين/ ٢٨٠ أ/ أبو القاسم محمود بن زنكي بن أقسنقر- رحمه الله تعالى- المعروفة بالحلاويين، وهي غربي المسجد الجامع.

وكان فصيحًا في إلقاء الدرس على الفقهاء، ولم يزل يدرّس بها الفقه إلى أن درج- رحمة الله تعالى- وكان رجلًا من الرجال موصوفًا بالفضل والنوال، كثير الخير والمعروف، جوادًا حليمًا أريحيا ذا مرؤة ظاهرة، وأخلاق حميدة. أكرم الناس في زمانه نفسًا، وأوسعهم صدرًا، وأعلاهم همّة، وأجملهم حشمة، يشار إليه في الوجاهة

<<  <  ج: ص:  >  >>