للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحلوى السكرية، وإن كانت نسبته إلى الجوزية.

وتوفي ــ رحمه الله تعالى ــ ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة إحدى وخمسين وسبع مائة.

ومولده سنة إحدى وتسعين وست مائة.

وكان محظوظًا عند المصريين من الأمراء، يعطونه الذهب والدراهم، وَهَبهُ الأمير بدر الدين بن البابا مبلغ اثني عشر ألف درهم، والأمير سيف الدين بشتاك أعطاه في الحجاز مئتي دينار.

وكان قد اعتقل مع الشيخ تقي الدين بن تيمية في قلعة دمشق بسبب «مسألة الزيارة»، ولم يزل إلى أن توفي الشيخ تقي الدين، فأفرج عنه في ثالث عشري الحجة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.

وما جمع أحدٌ من الكتب ما جمع، لأن عمره أنفقه في تحصيل ذلك. ولما مات شيخنا فتح الدين (١) اشترى من كتبه أمهات وأصولًا كبارًا جيّدة، وكان عنده من كل شيء في غير ما فن ولا مذهب، بكل كتاب نسخٌ عديدة، منها ما هو جيد نظيف، وغالبها من الكرندات (٢). وأقام أولاده شهورًا يبيعون منها غير ما اصطفوه لأنفسهم.

واجتمعت به غير مرة، وأخذت من فوائده، خصوصًا في العربية والأصول. وأنشدني من لفظه لنفسه:

بُنيُّ أبي بكر كثير ذنوبُهُ ... فليس على مَن نال من عرضه إثمُ


(١) يعني ابن سيّد الناس اليعمري (ت ٧٣٤).
(٢) كذا ولم يتبين صحة اللفظ، والمعنى ظاهر من السياق أي الأصول الضعيفة غير الجيدة.

<<  <   >  >>