للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعره: [من السريع]

وقائلٍ كيف تهاجَرْتُما … فقلتُ قولًا فيه إنصافُ

لم يكُ من شكلي فتاركتُهُ … والنَّاسُ أشكالٌ وأُلَّافُ

واتَّفقوا على صدقه، وثقته، وأمانته، وفضله (١).

وقال أبو أحمد بن عديّ: كان يتشيَّع، سئل عن قوله : "نحن معاشر الأنبياء لا نُورَث، ما تركناه صدقة". فقال: هذا حديث باطل (٢).

عليُّ بن العبَّاس بن جُرَيج

أبو الحسن، ابن الرُّومي، الشَّاعر، مولى عُبيد الله بن عيسى بن جعفر.

شاعر مَشهور فصيح، وهو أحد الشُّعراء المُكْثِرين المُجَوِّدين في الغَزَل، والمديح، والهجاء، والأوصاف.

ومن شعره: [من الطويل]

إذا ما كساكَ الدَّهرُ سِرْبال صِحَّةٍ … ولم تَخْلُ من قوتٍ يَلَذُّ ويَعْذُبُ

فلا تَغْبِطَنَّ المُتْرَفين فإنَّه … على قَدْرِ ما يَكسوهمُ الدَّهرُ يَسْلُبُ (٣)

وقال: [من الوافر]

عدوُّكَ من صديقك مُستفادٌ … فلا تَسْتَكْثِرنَّ من الصِّحابِ

فإنَّ الدَّاءَ أكثر ما تراه … يكون من الطَّعامِ أو الشَّراب

إذا انْقَلبَ الصَّديقُ غدًا عدوًّا … مُبينًا والأمورُ إلى انقلابِ

فدَعْ عنك الكثيرَ فكم كثيرٍ … يُعافُ وكم قليلٍ مُستَطاب

وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُرْوياتٍ … وتَلْقى الرِّيَّ في النُّطَفِ العِذابِ (٤)


(١) تاريخ بغداد ١١/ ٥٧١، والمنتظم ١٢/ ٣٦٢، وتاريخ الإسلام ٦/ ٧٧٣.
(٢) الكامل ٤/ ١٦٢٩ دون قوله: "نحن معاشر الأنبياء" وأخرجه أيضًا دون هذا اللفظ البخاري (٣٠٩٤)، ومسلم (١٧٥٧) (٤٩)، وأحمد (١٧٢) من حديث عمر ، وأخرجه النسائي في الكبرى (٦٢٧٥) بلفظ: "إنا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا فهو صدقة".
(٣) المنتظم ١٢/ ٣٦٥، والديوان ١/ ١٨٧.
(٤) ديوانه ١/ ٢٣١ - ٢٣٢.