للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة العاشرة وخمس مئة]

[وفيها ولد جَدِّي على وجه الاستنباط لا على وجه التحقيق.

و] (١) فيها احترقت بغداد من الجانب الشرقي حريقًا لم يُرَ مِثلُه بحيث أكلتِ النار جذوعَ النَّخل، ودور الخليفة والنِّظامية، وسَلِمَتِ الكتب. واحترقت الدور الشاطئية ورباط بِهْروز وغيره، وكان في ذلك عبرةٌ وموعظة (٢).

وأقام السلْطان محمد ببغداد هذه الصَّيفية، وكان من عادته أن يصيّف بهَمَذان، ثم رحل إلى هَمَذَان، وبعثَ للخليفة من النَّهروان خَيلًا وطِيبًا، وطلب من [الخليفة شيئًا من] ملبوسه ومصحفًا ولواء، فَبَعَث بذلك إليه (٣).

قال ابنُ القلانسي: وفيها وَرَدَ الخبر بأنَّ بدران بن صنجيل (٤) صاحب طرابُلُس قد جمع [وحشد] (١) ونهض إلى ناحية البِقاع، وكان سيف الدِّين [آق] (٥) سُنْقُر البُرْسُقي صاحب المَوْصِل قد وَصَلَ دمشق في بعض عسكره لمعونة طغتِكِين [فالتقاه وسُرَّ به] (١)، واتفقا على تَبييت الفرنج ليلًا، فأغذَّا السير [ليلًا ونهارًا] (١) حتى هجموا على خيامهم وهم غارُّون، فوضعوا فيهم السيف قَتْلًا وأسرًا، وهَرَب بدران، وغَنِمَ المسلمون خيولهم، وسلاحهم وأموالهم، وعادا إلى دمشق، وتوجَّه البُرْسُقي إلى بلده بعد استحكامِ المودة بينه وبينَ أتابك (٦).


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) في (م) و (ش): وكان ذلك عبرة لمن اعتبر، وموعظة لمن افتكر.
(٣) انظر "المنتظم": ٩/ ١٨٤ وما بين حاصرتين منه.
(٤) هذا من أوهام ابن القلانسي، وتابعه عليه السبط، إذ إن بدران -وهو تعريب برتراند- قد مات سنة (٥٠٥ هـ) (١١١٢ م)، وخلفه ابنه بونز، وهو المراد هنا.
وصنجيل هو ريموند كونت تولوز، وقد بنى قلعة قرب طرابلس أطلق عليها جبل الحاج، غير أنها اشتهرت عند المسلمين بقلعة صنجيل، أي سان جيل، انظر "تاريخ الحروب الصليبية" لرنسيمان: ٢/ ٩٩ - ١٠٠، ٢٠٢.
(٥) زيادة من عندنا إتمامًا لاسمه.
(٦) انظر "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٣١٤ - ٣١٥.