للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هل أنتِ مُنْجِزَةٌ بالوَصلِ ميعادِي … أم أنتِ مُشْمِتَةٌ بالهَجْرِ حُسَّادِي

سألتُ طَيفَك إلمامًا فَضَنَّ به … ولو أَلَمَّ لأَرْوَى غُلَّةَ الصَّادي

يا ظَبْيَةَ الحَيِّ ما جِيدي بمنعطِفٍ … إلى سِواكِ ولا حَبْلي بمُنْقادِ

لولا هواكِ لما اسْتَلْمَعْتُ بارِقةً … ولا سألتُ حَمَامَ الدَّوْحِ إسعادي

ولا وقفتُ على الوادي أسائِلُهُ … بالدَّمعِ حتى رثى لي ساكنُ الوادي

رحلتُمُ وفؤادي في رحالِكُمُ … موزَّعٌ بين إتْهامٍ وإنجاد

إن تأسِرُوا فذوو عِزٍّ ومَقْدِرَةٍ … أو تُطْلِقُوا فذوو مَنٍّ وإرْفادِ (١)

إذا سَمَحْتُمْ بتقريبي ولم تَصِلُوا … حَبْلي فسِيَّانَ تَقْريبي وإبعادي (٢)

محمد بن عبد الله بن تُومَرْت المَصمُودي (٣)

صاحب المَغْرب.

كان قد رحل في شبيبته إلى الإسكندرية ومِصر والعراق، وحجَّ وحَفِظَ القرآن، وسَمِعَ الحديث، وتَنَسَّك، وأَمَرَ بالمعروف، ونهى عن المنكر، وهَجَرَ لذَّات الدُّنيا، وعاد إلى المَغْرب، فانتهى إلى بِجَاية، فكَسَرَ بها آلاتِ اللَّهو، وأَهْراقَ الخمرَ، وخَرَجَ منها إلى قريةٍ يُقال لها: مَلَّالة، فرأى عبدَ المؤمن، فتفرَّس فيه، وسأله عن [قبيلته و] (٤) نسبه، فأخبره أَنَّه من قَيس من شعب الشَّريد بن مُسْلم (٥)، فقال محمد بن تُومَرْت لأصحابه: هذا الذي بَشَّر به النَّبيُّ ، فقال: "إن الله ينصُرُ هذا الدِّينَ في آخر الزَّمان


(١) في (ع) و (ح):
إن تأسرون فذو عز ومقدرة … أو تطلقون فذو مَنٍّ وإرفاد
والمثبت من "الخريدة".
(٢) القصيدة في "الخريدة" قسم شعراء العراق: ج ٤ / م ١/ ٣٦٢ - ٣٦٣.
(٣) أخباره في "الكامل" لابن الأثير: ١٠/ ٥٦٩ - ٥٨٢، و"المعجب" ٢٦٢ - ٢٨٧، و"وفيات الأعيان": ٥/ ٤٥ - ٥٥، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٥٣٩ - ٥٥٢.
ووفاته على الصحيح سنة (٥٢٤ هـ) كما في مصادر ترجمته.
(٤) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٥) كذا في النسخ الخطية، ولم أقف عليه.