للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزّبير، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْته يَسْأَلُ عَنْ سَيْرِ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيّةَ عَرَفَةَ، فَقَالَ: كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصّ- وَالنّصّ: فَوْقَ الْعَنَقِ.

قَالَ:

فَحَدّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيّهَا النّاسُ، عَلَى رِسْلِكُمْ [ (١) ] ! عَلَيْكُمْ بِالسّكِينَةِ، لِيَكُفّ قَوِيّكُمْ عَنْ ضَعِيفِكُمْ.

قَالَ: فَحَدّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا رَفَعَتْ نَاقَةُ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهَا فِي شَيْءٍ مِنْ الدّفْعَتَيْنِ وَاضِعَةً حَتّى رَمَى جَمْرَةً.

قَالَ: فَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيّ، عَنْ عُيَيْمِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُهَنِيّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّهِ، قَالَ: رَأَيْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ إلَى جَمْعٍ، والنار توقد بالمزدلفة وهو يؤمّها حَتّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْهَا.

قَالَ: فَحَدّثَنِي إسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمّا أَبْصَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النّارَ، قَالَ لِخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ: مَتَى كَانَتْ هَذِهِ النّارُ يَا أَبَا يَزِيدَ؟ قَالَ: كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيّةِ، وَضَعَتْهَا قُرَيْشٌ، لَا تَخْرُجُ مِنْ الْحَرَمِ إلَى عَرَفَةَ [إلّا] تَقُولُ: نَحْنُ أَهْلُ اللهِ! وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَغَيْرُهُ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي أَنّهُمْ كَانُوا يَحُجّونَ فِي الْجَاهِلِيّةِ فَيَرَوْنَ تِلْكَ النّارَ.

قَالَ: فَحَدّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن ابن


[ (١) ] أى اثبتوا ولا تعجلوا. (النهاية، ج ٢، ص ٨١) .