للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَنْهُ، أَنّهُ كَانَ يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَهْلِهِ فَرَمَوْا الْجَمْرَةَ مَعَ الْفَجْر.

قَالَ: فَحَدّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمّا بَرَقَ الْفَجْرُ، صَلّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصّبْحَ، ثُمّ رَكِبَ عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ، ثُمّ وَقَفَ عَلَى قُزَحَ. وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيّةِ لَا يَدْفَعُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتّى تَطْلُعَ الشّمْسُ عَلَى ثَبِيرٍ، وَيَقُولُونَ: أَشْرِقْ ثَبِيرٌ، كَيْمَا نُغِيرْ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّ قُرَيْشًا خَالَفَتْ عَهْدَ إبْرَاهِيمَ! فَدَفَعَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمْسِ، وَقَالَ: هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِف!

قَالَ: وَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: جَمَعَ مِنْ أَقْصَى الْمَأْزِمَيْنِ إلَى الْقَرْنِ الّذِي خَلْفَ وَادِي مُحَسّرٍ.

قَالَ: فَحَدّثَنِي الثّوْرِيّ، عَنْ ابْنِ الزّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْضَعَ فِي وَادِي مُحَسّرٍ.

قَالَ: فَحَدّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ إسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَلَ حَصَى الْعَقَبَةِ مِنْ الْمُزْدَلِفَةِ.

قَالَ: حَدّثَنِي الثّوْرِيّ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَائِلٍ، قال: سمعت قدامة ابن عَبْدِ اللهِ الْكِلَابِيّ يَقُولُ: رَأَيْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ، لَا ضَرْبَ، وَلَا طَرْدَ، وَلَا إلَيْك إلَيْك [ (١) ] .

قَالَ: فَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ شخيرة، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنّ النبىّ


[ (١) ] قال ابن الأثير: هو كما يقال: الطريق الطريق، ويفعل بين يدي الأمراء، ومعناه:
تنح وأبعد. وتكريره للتأكيد. (النهاية، ج ١، ص ٤٠) .