للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلولا الأسى «١» ما عشت في الناس ساعة ... ولكن إذا ما شئت أسعدني مثلي

وقال آخر: [طويل]

إذا أنت لم تسل اصطبارا وحسبة ... سلوت على الأيام مثل البهائم «٢»

عزّى محمد بن الوليد بن عتبة الوليد بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، ليشغلك ما أقبل من الموت إليك، عمّن هو في شغل مما دخل عليك، وأعدد لنزوله عدّة تكون لك حجابا من الجزع وسترا من النار. فقال يا محمد، أرجو ألا تكون رأيت غفلة تنبّه عليها ولا جزعا يستتر منه، وما توفيقي إلا بالله. فقال محمد: يا أمير المؤمنين، إنه لو استغنى أحد عن موعظة بفضل لكنته، ولكنّ الله يقول: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ

«٣» .

وقال الطائي: [طويل]

ويفرح بالشيء المعار بقاؤه ... ويحزن لمّا صار وهو له ذخر

عليك بثوب الصبر إذ فيه ملبس ... فإنّ ابنك المحمود بعد ابنك الصّبر

وقال أيضا: [طويل]

أمالك إنّ الحزن أحلام نائم ... ومهما يدم فالوجد ليس بدائم

تأمّل رويدا هل تعدّنّ سالما ... إلى آدم أم هل تعدّ ابن سالم

وقال آخر: [كامل]

اصبر لكلّ مصيبة وتجلّد ... واعلم بأن الدهر غير مخلّد

أو ما ترى أنّ الحوادث جمّة ... وترى المنية للعباد بمرصد

وإذا أتتك مصيبة تشجى بها ... فاذكر مصابك بالنبيّ محمّد

<<  <  ج: ص:  >  >>