للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذاك الدّهر مأتمه ... أقرب الأشياء من عرسه

وتمثّل معاوية بن أبي سفيان يوما فقال: [طويل]

إذا سار من خلف امرىء وأمامه ... وأوحش من جيرانه فهو سائر

وقال آخر: [خفيف]

وإذا قيل مات يوما فلان ... راعنا ذاك ساعة ما نحير «١»

نذكر الموت عند ذاك وننسا ... إذا غيّبته عنّا القبور

وقال آخر: [وافر]

نراع من الجنائز قابلتنا ... ونلهو حين تخفى ذاهبات

كروعة ثلّة لمغار سبع ... فلما غاب ظلّت راتعات «٢»

وقال أبو نواس: [مجزوء الخفيف]

سبقونا إلى الرّحي ... ل وإنّا لبالأثر

وكتب رجل إلى بعض الأمراء في تعزية: الأمير أذكر لله من أي يذكّر به، وأعلم بما قضاه على خلقه من أن يدلّ عليه، وأسلك لسبيل الراشدين في التسليم لأمره والصبر على قدره والتنجّز لوعده، من أن ينبّه من ذلك على حظّه، أو أن يحتاج معزّيه عند حادث المصيبة إلى أكثر من الدعاء في قضاء حقّه. فزاده الله توفيقا إلى توفيقه، وأحضره رشده، وسدّد للصواب غرضه، وتولّاه بالحسنى في جميع أموره، إنه سميع قريب. وقد كان من حادث قضاء الله في المتوفّى ما أنقض وأرمض «٣» ، وفجع وأوجع، علما بما دخل على الأمير

<<  <  ج: ص:  >  >>