للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالكيفية الفائضة من النيرين -الشمس والقمر- على الأجرام الكثيفة المحاذية لهما، وهو بهذا المعنى لا يصح إطلاقه على الله إلا بتقدير مضاف، كقولك: زيد كرم، بمعنى: ذو كرم، أو بمعنى منور السماوات والأرض، فإنه تعالى نورهما بالكواكب، وما يفيض عنها من الأنوار، وبالملائكة والأنبياء من قولهم للرئيس الفائق في التدبير: نور القوم؛ لأنهم يهتدون به في الأمور، ويؤيد هذا التأويل قراءة علي بن أبي طالب وزيد بن علي وغيرهما نورًا فعلًا ماضيًا، والأرض بالنصب.

وقوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ} أي: مثل هداه سبحانه وتعالى.

وأضاف النور السماوات والأرض، إما دلالة على سعة إشراقه، وفشو إضاءته حتى تضيء له السماوات والأرض، وإما لإرادة أهل السماوات والأرض، أنهم


ينفر منه "كيفية" أي": صفة، لكن لفظ كيفية لم يسمع من العرب، كما صرح به أهل اللغة "يدركها الباصر أولًا، و" يدرك "بواسطتها سائر المبصرات، كالكيفية الفائضة من النيرين الشمس والقمر على الأجرام الكثيفة المحاذية لهما.
وبعضهم زعم أنه أجرام صغار تنفصل من المضي وتتصل بالمستضيء، "وهو بهذا المعنى لا يصح إطلاقه على الله" لاستحالته إذ هو عرض أو جسم، وكلاهما محال عليه "إلا بتقدير مضاف، كقولك: زيد كرم بمعنى ذو كرم"، فمعنى الله نور، أي: ذو نور، "أو بمعنى منور السماوات والأرض" فهو من إطلاق المصدر وإرادة اسم الفاعل، "فإنه تعالى نورهما بالكواكب وما يفيض عنها من الأنوار، وبالملائكة والأنبياء" وذلك مأخوذ "من قولهم للرئيس الفائق في التدبير"، وهو فعل الأمر عن فكر وروية، "نور القوم؛ لأنهم يهتدون به في الأمور، ويؤيد هذا التأويل قراءة علي بن أبي طالب زيد بن علي" بن الحسين بن علي "غيرهما نور فعلًا ماضيًا" مفتوح النون، والواو ومشددة، "والأرض بالنصب" مفعول.
وأدعى الغزالي أنه حقيقة؛ لأن النور معناه الظاهر بنفسه المظهر لغيره، وهو ميل لقول الإشراقيين، قال: شارح حكمة الإشراق الله نور السماوات والأرض، لا بمعنى منورهما على ما يقوله بعض المفسرين هربًا من إطلاق اسم النور عليه، بمعنى أنه محض النور البحث، وأن سائر الأنوار تشرق من نوره، كذا قال، "وقوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ} " [النور: ٣٥] ، أي: مثل هداه سبحانه وتعالى.
وفسره البيضاوي بالصفة العجيبة، "وأضاف النور إلى السماوات والأرض، إما دلالة على سعة إشراقه وفشو إضاءته حتى تضيء له، السماوات والأرض، وإما لإرادة أهل السماوات

<<  <  ج: ص:  >  >>