للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرَّحْمَةُ لغةً (١): رِقَّةُ القلبِ (٢). وَهِيَ كيفيِّةٌ نفسانِيَّةٌ، تستحيلُ في حقِّ اللهِ تعالى (٣)؛ فَتُحْمَلُ عَلَى غايتِها، وَهِيَ الإنعامُ؛ فتكونُ صفةَ فعلٍ، أَوْ الإرادةُ؛ فتكونُ صفةَ ذاتٍ (٤).

والرحمانُ أبلغُ من الرحيمِ؛ لأنَّ زيادةَ البناءِ تدلُّ عَلَى زيادةِ المَعْنَى، كَمَا في ((قَطَعَ)) و ((قَطَّعَ)) (٥).

١ - يَقُوْلُ رَاجِي رَبِّهِ المُقْتَدِرِ (٦) ... عَبْدُ الرَّحيمِ بنُ الحُسَيْنِ الأَثَريْ

٢ - مِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ ذِي الآلاءِ ... عَلَى امْتِنَانٍ جَلَّ عَنْ إحْصَاءِ

٣ - ثُمَّ صَلاَةٍ وسَلامٍ دَائِمِ ... عَلَى نَبِيِّ الخَيْرِ ذِي المَرَاحِمِ

(يَقُوْلُ رَاجِي رَبِّهِ) أي: مُؤمّلُ عفوِ مالكِهِ (المقتدرِ) أي: تامِّ القدرةِ عَلَى مَا يريدُ.

قَالَ النَّاظِمُ في " شرحهِ الكبيرِ " (٧): والمقتدرُ من أسماءِ الجلالِ والعظمةِ.

قَالَ: وَكَانَ المناسبُ لراجي رَبِّهِ أنْ يذكرَ بدلَهُ اسماً من أسماءِ الرأفةِ والرحمةِ؛ لكنَّ الذي ذكرَهُ أبلغُ في قُوَّةِ الرجاءِ؛ إذ وجودُهُ مَعَ استحضارِ صفاتِ الجلالِ أدلُّ عَلَى وجودِهِ مَعَ استحضارِ صفاتِ الجمالِ.

(عَبْدُ الرحيمِ) عطفُ بيانٍ عَلَى راجي، أَو بدلٌ مِنْهُ، أَوْ خبرُ مبتدإٍ محذوفٍ (٨). (بنُ الْحُسَيْنِ الأَثَريْ) -بفتح الهمزة والمثلثة-، نسبةً إلى ((الأَثَرِ)) (٩)، وَهُوَ الأحاديثُ


(١) ((لغة)): سقطت من (ق) و (ص).
(٢) انظر: الصحاح ٥/ ١٩٢٩، واللسان ١٢/ ٢٣١ (رحم).
(٣) في (ص): ((في حقه تعالى)).
(٤) ((ذات)): سقطت من (ص).
(٥) تقرر عند النحاة أنّ زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، فمّما ذكروه منها صفة ((فعّل)) أبلغ من صفة
((فعل))؛ لأن فيها الفعل وزيادة. انظر: التعبير القرآني: ٣٤.
(٦) في (ع) و (ج‍): ((المقتدري)).
(٧) أشار البقاعي في نكته الوفية: ٣/ ب إلى أنه لم يوجد منه إلا قطعة يسيرة وصل فيها إلى الضّعيف.
(٨) تقديره: ((هو)).
(٩) انظر: الأنساب ١/ ٨٤، واللباب ١/ ٢٨، ولب اللباب ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>