للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيقول: إن سيف الدولة قصد أعاديه بجيش ضخم، له رعون وفضول، يلبس ما يثيره من العجاج فوق ما يلبس فرسانه من السلاح، ويجر أذياله لوفوره، ويسحبها إلى العدو في مسيره.

فَكَأنَّما قَذِي النَّهَارُ بِنَقْعهِ ... أوْ غَضَّ عَنْهُ الطَّرْفَ من إجلالِهِ

القذى: ما وقع في العين فعاقها عن النظر، والنفع: الغبار.

ثم قال: إن ذلك العجاج طمس ضياء النهار بشدته، حتى كأنه قذي بغباره، أو غض طرفه عنه، لمخافته وإجلاله. يشير بذلك إلى تغلب الإظلام على نوره، واستيلاء العجاج على ضوئه.

الجَيْشُ جَيْشُكَ غَيرَ أنَّكَ جَيْشُهُ ... في قَلْبِهِ وَيَمِينِهِ وَشِمَالِهِ

يقول: الجيش جيشك في امتثاله لأمرك، وتصرفه على إرادتك، وأنت جيشه في أنه إنما يشجع بشجاعتك، ويقدم بك، وتهابه الأعداء من أجلك. هذه حالك في قلبه، ويمينه وشماله، فإذا امتنع الرؤساء بجيوشهم، فأنت تمنع جيشك، وإذا احتموا بجموعهم، فأنت تحمي جمعك.

تَرِدُ الطَّعَانَ المُرَّ عَنْ فُرْسَانِهِ ... وَتُنازِلُ الأبْطَالَ عَنْ أبْطَالِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>