للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: يكون لهم سيفاً يبطشون به عند غضبهم، وساقاً يعتمدون عليها في حربهم، فبموضعه يحتمي سلطانهم، وبمكانه يذل لهم أعداؤهم.

فلا تَسْتَنْكِرَنَّ لَهُ ابْتِساماً ... إذَا نَهقَ المَكَرُ دَمَاً وَضَاقَا

المكر: مجال الحرب، وفهقه: اتساعه وجري الدم فيه

فيقول لمخاطبه: فلا تنكرن استبشار سيف الدولة بالحرب، واستسهاله لها، وابتسامه عند تضايق مجالها، وانسفاك الدم في مكرها، فهو متيقن لغلبة من نازعه، والظهور على من ناصبه.

فَقَدْ ضَمِنَتْ لَهُ المُهَجَ العَوَالي ... وَحَمَّل هَمَّهُ الخَيْلَ العِتَاقَا

يقول فقد ضمنت له رماحه مهج أعدائه، وتكفل له بما يبغيه منهم، عتاق خيله، وأبطال جيشه.

إذَا أنْعِلْنَ في آثَارِ قَوْمٍ ... وإنْ بَعِدَوا جَعَلْنَهُمُ طِرَاقَا

إنعال الخيل: تصفيح أيديها بالحديد، والطراق: تضعيف جلد النعل.

ثم قال: إذا أنعلت خيله في آثار قوم، وحاول غزوهم، وقصد أرضهم، وإن بعدوا بجهدهم وتحرزوا بطاقتهم، أسرعت تلك الخيل في

<<  <  ج: ص:  >  >>