للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: ولما تلقاك السحاب بصوبه، واعترضك في طريقك بسكبه، تلقاه منك من يعلوه برفعته، ويزري عليه بكرم راحته، فباشر وجهاً طال ما باشر الرماح، فلم تثنه مباشرتها، وبل ثياباً طال ما بلها الدم، ولم يعقه بللها، فكيف يهاب وقع المطر

من لا يهاب وقع الرماح، ويتألم بلل الماء من لا يتألم بلل الدم؟

تَلاَكَ وَبَعْضُ الغَيْثِ يَتْبَعُ بَعْضَهُ ... مِنَ الشَّامِ يَتْلو الحَاذِقَ المُتَعَلِّمُ

يقول: تلاك الغيث والبعض يتبع كله، والشكل يألف شكله، وأنت الغيث بعموم جودك، وسابغ فضلك، فقفا أثرك من الشام، يتلوك كما يتلو المتعلم الحاذق، ويقفوك كما يقفو المتأخر الأول.

فَزَارَ التي زَارَتْ بِكَ الخَيلُ قَبْرَها ... وَجَشَّمَهُ الشَّوقُ الذي تجَشَّمُ

التجشم: التكلف.

ثم قال: فزار الغيث المتوفاة التي زارت الخيل بك قبرها؛ يريد: أم

<<  <  ج: ص:  >  >>