للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورجع سيف الدولة إلى حلب، فقال أبو الطيب بعد القفول يصف الحال، أنشدها سيف الدولة في جمادى الأخيرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة:

غَيْري بأكثِر هذا النَّاس يَنْخَدِعُ ... إن قاتَلُوا جَبُنُوا في حَدَّثوا شَجُعُوا

الناس، اسم من أسماء الجموع يخبر عنه بالإفراد على لفظه، وبالجمع على معناه.

فيقول: غيري ممن يجهل الناس ولا يعرفهم، يغير بأكثرهم فيخدعونه بالدعاء، ويغرونه بالكذب، وشأنهم، وحيلتهم، وحالهم وحقيقتهم، أنهم يشجعون في حديثهم وما يعدون به من أنفسهم، ويجبنون في قتالهم، ويضعفون عند اختبارهم. وأشار إلى ما تظهر من عجز أصحاب سيف الدولة في هذه الغزاة التي سميت بغزاة المصيبة، التي تقدم ذكرها.

أَهْلُ الحَفِيْظَةِ إِلاَّ أَنْ تُجَرّبَهُمْ ... وَفي التجِارِبِ بَعْدَ الغَيَّ ما يَزَعُ

الحفيظة: الأنفة، والوزع: الكف.

<<  <  ج: ص:  >  >>