للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيقول إن موكب سيف الدولة طلعت متتابعة كأنها قطع السحاب، فأشكلت على الدمستق وأصحابه، ولم تنفصل لهم من الفرع، فذم عينيه لذلك، وهو الذي ينظر فلا له نظره ما يبصره.

فيها الكُمَاةُ التي مَفُطُومُها رَجُلُ ... عَلَى الجِيَاد التي حَوْلِيُّهَا جَذَعُ

ثم وصف تلك الكتائب، فقال: إن فرسانها لتمام خلقهم، وعظم أجسامهم، في حين الفطام على هيئات الرجال، فما ظنك بهم عند الكمال، وبلوغ الأسد؟! وكذلك خيولهم حوليها في هيئة الجذع؛ جسارة وقوة، فكيف تظنها قارحة متكاملة، مستوفية لسن القوة، متناهية؟!

يُذْرِي اللقُّانُ غُبَاراً في مَنَاخِرِهَا ... وفي حَنَاجِرِهَا من آلِسٍ جُرَعُ

اللقام: كوضع معروف في بلاد الروم، وآلس: نهر عظيم من أنهارهم.

فيقول: إن هذه الخيل لسرعة سيرها، وشدة عدوها، وردت اللقان، وصار غبارة في مناخرها وحناجرها لم تجف من ماء آلس،

<<  <  ج: ص:  >  >>