للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيقول: كم من بطريق لم يبق منه إلا رمقه، ضمن ذلك الرمق للسيوف أمين من القيد لا ورع له، وحافظ لا يحذر الخيانة عليه.

يُقَاتِلُ الخَطْوَ مِنْهُ حِينَ يَطْلُبُهُ ... وَيَطْرُدُ النَّوْمَ عَنْهُ حِينَ يَضْطَجِعُ

ثم بين القيد الذي كني عنه، فقال: إذا حاول ذلك البطريق الخطو، منعه القيد منه، وإذا رام المشي، قاتله بتضايقه دونه، وكذلك لا يكنه الاضطجاع به، فيطرد عنه نومه، ولا تتأتى له الحركة معه، فيتضاعف عليه همه.

تَغُدو اَلمنَايَا فضلا تَنْفَكُّ وَاقِفَةً ... حَتَّى يَقُولَ لها عُودِي فَتَنْدَفِعُ

ثم قال، يريد سيف الدولة: تغدو المنايا فلا تنفك واقفة ترتقب أمره، وتبادر فلا تزال ماثلة تستمطر رأيه، فإن كفها ولت مندفعة، وإن أرسل بها سيوفه سطت مستعجلة، وفي ظاهر لفظه ما يدل على هذه العبارة.

قُلْ للدُّمُسْتُقِ إنَّ المُسْلِميْنُ لَكُمْ ... خَانُوا الإلَهِ فَجَازَاهُمْ بما صَنَعُوا

قوله: (قل للدمستق إن المسلمين لكم)، قال: كان أبو الطيب قد اجتاز في الليل الموضع الذي قتل فيه سيف الدولة من قتله من أسرى

<<  <  ج: ص:  >  >>