للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذَا كُنْتَ تَخْشَى العَارَ في كُلَّ خَلْوةٍ ... فَلْم تَتصَبَّاكَ الحِسَانُ الخَرائِدُ

ثم قال، معنفاً لنفسه، إذا كنت تملك أربك في خلوتك، ولا تسمح لنفسك عند قدرتك، فما لك وللحسان تصبو بهن؟! وما الذي يدعوك إلى التعرض لهن؟!

أَلحَّ عَليَّ السُّقمُ حتَّى ألفْتُهُ ... وَمَلَّ طَبِيبي جانبِي والعَوائِدُ

ثم وصف حاله، فقال: ألفت السقم بطول إلحاحه وملازمته، وسكنت إليه بشدة تكرره ومداومته، أومللت الطبيب، فأعرض عن معالجتي، وأيأست العوائد فاحتملن على مجانبتي.

مررت على دار الحبيب فحمحمت ... جوادي وهل تشجو الجياد المعاهد

المعاهد: المنازل، وحمحمة الفرس: تكرر صوته.

فيقول: إنه مر بدار محبوبته، وهي خالية منت ساكنها، وموخشة من أهلها، فحمحمت جواده، فعل عارفة بها، وحنت إليها حنين متذكرة لها، فعجب من أن تشجوا لخيل ديار الأحبة، وتشوقها منازلهم، وتعطفها معاهدهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>