للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَهُ مِنْ كَرِيمِ الطَّبعِ في الحَرْبِ مُنتَضٍ ... وَمِنْ عَادةَ الإحسانِ والصَّفْحِ غَامِدُ

يقول: أن سيف الدولة يجرده في الحرب كرم طبعه، ويسله على أعدائه اشتهار مجده، فإذا عاذوا بفضله، واعتصموا بتجاوزه وصفحه، نالهم من ذلك ما يكف سطوته، وأحاط بهم منه ما يغمد بأسه وحدته، وأبدع بالمطابقة بين منتض وغامد، والمطابقة أن يقترن الشيء بضده على انتظام من الكلام.

وَلَمَّا رَأَيْتُ النَّاسَ دونَ مَحَلَّهِ ... تَيَقَّنْتُ أَنَّ الدَّهرَ للنَّاسِ نَاقِدُ

ثم قال: ولما رأيت الناس دون محله ورتبته، وشهدتهم يتأخرون عن منزلته ورفعته، تبين لي أن الدهر انتقد أهله وتخيرهم، وامتحن جميعهم وتدبرهم، فقدم سيف الدولة عليهم، لشرف خلاله، ورأسه فيهم، لاشتهار خصاله.

أَحِقُّهُمْ بالسَّيْفِ مَنْ ضَرَبَ الطُّلىَ ... وبالأَمر مَنْ هَانَتْ عَليه الشَّدَائدُ

يقول: أحقهم بأن يملك السيف، من ضرب به الأعناق في الحرب،

<<  <  ج: ص:  >  >>