للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: مخضبة تلك بدماء أهلها، وهم صرعى في عراصها، مكبون على وجوههم بين منازلها، كأنها مساجد، وإن لم يكونوا فيها ساجدين، ومواضع عبادة، وإن كانوا إلى العبادة غير قاصدين.

تُنَكَّسُهُمْ والسَّابِقاتُ جِبَالُهم ... وَتَطْعُنُ فيهم والرَّماحُ المكَايدُ

السابقات: الخيل.

ثم وصف حال أولئك، فقال: تنكسهم والخيول جبالهم، يريد: أنهم لا يتعاطون مقاتلتك بالخيل، وإنما يعتصمون منك بالجبال، فهي خيلهم، واستنزالهم منها تنكيسهم، ونقل الكلام على سبيل الاستعارة، ثم قال: وتطعن فيهم بغير الرماح؛ لأنهم يعجزون عن مبارزتك، فتستعمل فيهم من مكائدك ما تفتح معه حصونهم، وتوجه إليهم من تدبيرك ما تصدع به قلوبهم، فتنزلهم مما ارتفعوا إليه بعزمك، وتطعن فيهم حيث تحرزوا منك برأيك.

وتَضْرِبُهُم هَبْراً وَقَدْ سَكَنَوا الكُدَى ... كَمَا سَكَنَتْ بَطْنَ التُّرَابَ الأَسَاوِدُ

الهبر: القطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>