للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم يقول، معزياً له ببقاء أكبر أختيه عن موت أصغرهما: قاسمك الموت شخصين من أهلك، ونفسين من أحبتك جوراً من الدهر في فعله، وتخطياً إليك في صرفه، إلا أن القسم جعل نفسه عدلاً عند تبينه، وإنصافاً عند تأمله، لأن الموت لا بد منه، ولا محيص لأحد عنه، وقد متعك بالأكرم عليك، وأبقى لك أحب الشخصين إليك.

فإذا قِسْتَ ما أخذن بِمَا أغْ ... دَرْنَ سَرَّى عَنِ الفُؤَادِ وَسَلَّى

ثم قال، مؤكداً لما قدمه: فإذا قست ما أخذته المنون بما أبقته، سلاك ذاك وصبرك، وعزاك وسكنك؛ لأنها أصابتك في الأخف عليك، ومتعتك بالأحب إليك.

وَتَيَقَّنْتَ أن حَظَّك أَوْفَى ... وَتَبَيَّنْتَ أَنَّ جَدَّك أعلا

ثم قال، على نحو ما قدمه مخاطباً له: فإذا تأملت، تبينت أن حظك في هذه القسمة أوفى وأكمل، وجدك أعلى وأفضل؛ لأن المنون التي قاسمتك

<<  <  ج: ص:  >  >>