للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَهيَ مَعْشُوقَةُ عَلَى الغَدْرِ لا تَحْ ... فَظُ عَهْدَاً ولا تُتَمَّمُ وَصْلاَ

ثم قال، وهو يريد الدنيا: وهي معشوقة من أهلها، على كثرة غدرها بهم، محبوبة فيهم، على قلة وفائها بالعهد لهم، لا تتمم وصلها، ولا يتشكر من صحبها فعلها.

كُلُّ دَمْعٍ يَسيلُ مِنْهَا عَلَيْهَا ... وَبِفَكَّ اليَدْينِ منها تُخَلَّى

ثم قال: وكل دمع تسيله، فإنما هو أسف على مفارقتها، وكل حزن تبعثه فإنما ذلك إشفاق على مباعدتها، وبحل اليدين المتمسكين بها تترك وتزايل، وبفكها عنها تخلى وتباين، يشير بهذا إلى الموت الذي يغلب أهل الدنيا على قوتها، ويخرجهم عنها مع كلفهم بحبها.

شِيَمُ الغَانِيَاتِ فِيْهَا فلا أَدْ ... ري لِذَا أَنَّثَ اسْمَها النَّاسُ أَم لا

ثم قال، وهو يريد الدنيا: شيم الغانيات فيها، يشير إلى ما هن عليه من الضنانة بالود، وقلة الإقامة على العهد، وتخلق الدنيا بهذه الخليقة، واحتمالها على هذه الطريقة، فلا أدري أأنث الناس اسمها لهذه المماثلة، وبعدوا بها عن التذكير لهذه المشاكلة، أم لغير ذلك مما قصدوا نحوه، وسواه مما أدركوا علمه.

يَا مَلِيكَ الوَرَى المُفَرَّقَ مَحْياً ... وَمَماتاً فيهمْ وَعِزَّاً وذُلاَّ

ثم يقول لسيف الدولة: يا مليك الورى، الجليل قدره، المشهور

<<  <  ج: ص:  >  >>