للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جبال، أو على الضمير في أوّبي كأنه قال: أوّبي أنت معه والطير. وأما من قرأ بالنصب وهي قراءة الأمصار، فالنصب من ثلاثة أوجه أحدها أن يكون عطفا على فضلا كأنه قال: آتينا داود منا فضلا والطير، أي: وسخرنا له الطير، فعلى هذا لا يوقف على فضلا. الثاني أن يكون معطوفا على موضع يا جبال، فحينئذ يوقف على فضلا كما قال الشاعر: [الوافر]

ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما حمر الطّريق

والثالث أن ينتصب على أنه مفعول معه كأنه قال: يا جبال أوّبي مع الطير، فعلى هذين الوجهين يوقف على فضلا الْحَدِيدَ جائز، إن علقت أن اعمل، وليس بوقف إن علقت بألنّا فِي السَّرْدِ حسن، ومثله: صالحا بَصِيرٌ تامّ، سواء نصبت الريح بتقدير وسخرنا لسليمان الريح، أو رفعت بجعله مبتدأ ولسليمان الخبر الرِّيحَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال وَرَواحُها شَهْرٌ حسن الْقِطْرِ تامّ، لمن رفع من يعمل على الابتداء، أي: فيما أعطيناه من الجنّ من يعمل، وليس بوقف لمن نصبه عطفا على الريح، أي: وسخرنا له من الجنّ من يعمل بِإِذْنِ رَبِّهِ حسن السَّعِيرِ كاف كَالْجَوابِ ليس بوقف، لأن قوله: وقدور مجرور عطفا على وجفان، وابن كثير

يقف عليها بالياء ويصل بها، والجوابي جمع جابية، وهي الحياض التي يجمع فيها الماء راسِياتٍ تامّ آلَ داوُدَ حسن، عند أبي حاتم على أن شكرا نصب بالمصدرية لا من معمول اعملوا كأنه قيل: اشكروا شكرا يا آل داود، ولذلك نصب يا آل داود وليس بوقف في أربعة أوجه إن نصب على أنه مفعول به أو

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


وَرَواحُها شَهْرٌ جائز عَيْنَ الْقِطْرِ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِ حسن. وقال أبو عمرو:
كاف السَّعِيرِ كاف راسِياتٍ تامّ آلَ داوُدَ حسن، إن نصب شكرا بالمصدرية، أي: واشكروا شكرا لا بالحالية شُكْراً تام الشَّكُورُ حسن. وقال أبو

<<  <   >  >>