للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل جريح أكل، أو شرب، أو نام، أو عولج، أو ضمه سقف، أو نقل من المعركة حيًا،

منحة السلوك

قلت: الشهيد حي في أحكام الآخرة، فأما في أحكام الدنيا فهو ميت، حتى يقسم ميراثه، وتتزوج امرأته، والصلاة عليه من أحكام الدنيا (١).

فإن قلت: ما شرعت إلا بعد الغسل، فسقوطه دليل على سقوطها؟.

قلت: غسله ليطهره، والشهادة طهرته، فأغنت عن الغسل، كسائر الموتى بعد ما غسلوا (٢).

قوله: وكل جريح أكل، أو شرب، إلى آخره (٣).

بيان الارتثاث (٤) الذي يخرج به الميت عن حكم الشهادة، وهو: أن يأكل طعامًا، أو يشرب ماءً، أو دواء، أو ينام، أو يعالج بدواءٍ، أو يضمّه سقف. فإن نقل إلى تحت بيتٍ، أو خيمةٍ، أو ينقل من المعركة حيًا، أو يمر عليه وقت صلاةٍ، وهو حي يعقل، أو يوصي بأمرٍ دنيوي. فهذه الأشياء تسقط الشهادة فيغسل؛ لأنه نال بها مرافق الحياة، فخفَّ أثر الظلم، فلم يكن في


(١) المبسوط ٢/ ٥٠، شرح كتاب السير الكبير ١/ ٢٣١، تبيين الحقائق ١/ ٢٤٧، حاشية الشلبي ١/ ٢٤٧، البحر الرائق ٢/ ١٩٦، منحة الخالق ٢/ ١٩٦، شرح فتح القدير ٢/ ١٤٢، العناية ٢/ ١٤٢.
(٢) المبسوط ٢/ ٥٠، الهداية ١/ ١٠١، حاشية الشلبي ١/ ٢٤٧، شرح فتح القدير ٢/ ١٤٨.
(٣) تمامها: "أو نام، أو عولج، أو ضمه سقف، أو نقل من المعركة حيًا، لا لخوف وطء الخيل، أو مر عليه وقت صلاة وهو حي يعقل، أو أوصى بأمر دنيوي غسل".
(٤) الارتثاث لغة: من الرث وهو الشيء البالي.
وفي الشرع: من ارتفق بشيء من مرافق الحياة، أو ثبت له حكم من أحكام الأحياء.
لسان العرب ٢/ ١٥١ مادة رثث، مختار الصحاح ص ٩٨ مادة ر ث ث، الهداية ١/ ١٠١، حاشية الشلبي ١/ ٢٤٩، تبيين الحقائق ١/ ٢٤٩، كشف الحقائق ١/ ٩٦، شرح فتح القدير ٢/ ١٤٨، شرح الوقاية ١/ ٩٧، البحر الرائق ٢/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>