للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حجبهم الله عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته، له ستمائة جناح قد سد الأفق١، وتمثل جبريل لمريم بشرًا سويا فخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده الصحابة بصورة رجل لا يعرف ولا يرى عليه أثر السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم، ووضع كفيه على فخذيه، وخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، وخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أنه جبريل٢.

ونؤمن بأن للملائكة أعمالاً كلفوا بها: فمنهم جبريل الموكل بالوحي ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله. ومنهم ميكائيل الموكل بالمطر والنبات. ومنهم إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور. ومنهم ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت. ومنهم ملك الجبال الموكل بها. ومنهم مالك خازن النار. ومنهم ملائكة موكلون بالأجنة في الأرحام. وآخرون موكلون بحفظ بني آدم. وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ٣.وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من


١ رواه البخاري في صحيحه (٤/١٤٠) بدء الخلق وكذا في تفسير سورة النجم (٦/١٧٦) ومسلم في صحيحه (١/١٥٨) الإيمان حديث ٢٨٠ـ٢٨٢ وانظر الفتح لابن حجر (٨/٦١٠) .
٢ رواه البخاري في صحيحه (١/١٩) الإيمان باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وكذا في تفسير سورة لقمان، ومسلم في صحيحه (١/٣٧) الإيمان حديث ١ ـ ٧ من حديث أبي هريرة وعمر رضي الله عنهما واللفظ لمسلم من رواية عمر رضي الله عنه.
٣ سورة ق، الآيتان: ١٧ ـ ١٨.

<<  <   >  >>