للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، السَّلَام عَلَيْكُمَا يَا صَاحِبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، السَّلَام عَلَيْكُمَا يَا وزيري رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، المعاونين لَهُ فِي الدّين والعاملين بسنته حَتَّى أتاكما الْيَقِين، فجزاكما الله خير جَزَاء، جِئْنَا يَا صَاحِبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زائرين لنبينا وصديقنا وفاروقنا، وَنحن نتوسل بكما إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليشفع لنا. انْتهى. وَكَذَلِكَ ذكر فِي " الِاخْتِيَار ". ثمَّ يتَقَدَّم إِلَى رَأس الْقَبْر الشريف فيقف بَين الْقَبْر والاسطوانة الَّتِي هُنَاكَ، وَيسْتَقْبل الْقبْلَة وَيجْعَل الرَّأْس الْمُقَدّس عَن يسَاره ويحمد الله تعلى ويثنى عَلَيْهِ، وَيُصلي على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَدْعُو لنَفسِهِ وَلمن أحب بِمَا أحب. قَالَ قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين بن جمَاعَة: وماذكره من الْعود إِلَى قبالة وَجهه الشريف وَمن التَّقَدُّم إِلَى رَأس الْقَبْر الْمُقَدّس للدُّعَاء عقب الزِّيَارَة، لم ينْقل عَن فعل الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَالتَّابِعِينَ رَحِمهم الله؛ وَمن عجز عَن حفظ مَا قدمنَا ذكره عِنْد السَّلَام عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو ضَاقَ وقته اقْتصر على بعضه، واقله السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، والمروي عَن جمَاعَة من السّلف أَلا يجاز فِي هَذَا جدا، فَعَن الإِمَام مَالك رَحمَه الله أَنه كَانَ يَقُول: السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. وَعَن ابْن عمر أَنه كَانَ إِذا قدم من سفر دخل الْمَسْجِد، ثمَّ أَتَى الْقَبْر الشريف وَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله، السَّلَام عَلَيْك يَا أَبَا بكر، السَّلَام عَلَيْك يَا أبتاه ثمَّ ينْصَرف. ثمَّ إِن كَانَ أحد أوصاه بِالسَّلَامِ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلْيقل: السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله من فلَان بن فلَان، أَو فلَان بن فلَان يسلم عَلَيْك يَا رَسُول الله، أَو نَحْو هَذَا من الْعبارَات. ويروى أَن عمر بن عبد الْعَزِيز كَانَ يوصى بذلك وَيُرْسل الْبَرِيد من الشَّام بذلك كَمَا قدمْنَاهُ. وروى ابْن أبي فديك وَهُوَ من عُلَمَاء أهل الْمَدِينَة، وَمِمَّنْ روى عَنهُ الشَّافِعِي قَالَ: سَمِعت بعض من أدْركْت يَقُول: بلغنَا أَن من وقف عِنْد قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتلا هَذِه الْآيَة: " إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي ". الْآيَة ثمَّ قَالَ: صلى الله عَلَيْك يَا مُحَمَّد سبعين مرّة، ناداه ملك صلى الله عَلَيْك يَا فلَان، وَلم يسْقط لَهُ حَاجَة. وَمن أحسن مَا

<<  <   >  >>