للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو المنذر هشام: وقال حزم بن أبي رشد: أَمَلَّ (٧٦) علي رجل من خراسان مواعظ قس:

مطرٌ ونباتٌ، وآباءٌ وأُمهات، وذاهب وآت، وآيات في إثْر آيات، وأموات بعد أموات، وسعيد وشقي، ومحسن ومسيء، أين الأربابُ الفَعَلَةُ؟ إنّ لكل عامل عَمَلَهُ. بل هو والله واحد، ليس بمولود ولا والد، وإليه المآب غدا. أمّا بعدُ، يا معشر إياد، فأين ثمودُ وعادُ؟ وأين الآباء والأجداد؟ أين الحَسَنُ الذي لم يُشْكَرْ، والظلمُ الذي لم يُنْكَرْ؟ كلاَّ وربِّ الكعبة، ليعودَنَّ ما بادَ، ولئن ذهب يوماً ليعودَنَّ يوما ما) (٧٧) .

ويقال: أمّا بعدُ، فأطالَ اللهُ بقاءَك، إنّه كان كذا وكذا، وأمّا بعدُ، أطالَ اللهُ بقاءَك، فإنّه كان كذا وكذا.

فمن أدخل " الفاء " على " أطال "، قال: " أطال " ابتداء الكلام (٧٨) فدخلت " الفاء " عليه، كما تدخل على خبر الاسم الملاصق لأمّا. ومَنْ تَخَطَّى بالفاء " أطال " فأدخلها على " إنّ "، قال: (إنّ) ابتداء الخبر، وأطال الله بقاءك دعاء معترض، بمنزلة المُلغى المؤخر.

٨٢٠ - وقولهم: فلان من أهل المِرْبَد

(٧٩) (٣٦٦)

قال أبو بكر: المِرْبَدُ، معناه في كلام العرب: مَحْبس الإِبل والغنم وغيرها. من ذلك: مربد المدينة، سمي: مربداً، لأنه كان محبساً للغنم. والمربد بالبصرة، سمي: مربداً، لأنه كان سوقاً للإبل.

ومنه حديث النبي: (أنه تميم بمربد الغنم وهو يرى بيوت المدينة) (٨٠)


(٧٦) ك: أملى.
(٧٧) المعمرون ٨٩.
(٧٨) ل: كلام.
(٧٩) اللسان (ربد) .
(٨٠) النهاية ٢ / ١٨٢ وفيه: (أنه تيمم بمربد النعم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>