للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وعن عيسى بن طلحة قال: «كنت عند معاوية بن أبي سفيان، فجاءه المؤذن يدعوه إلى الصلاة فقال معاوية: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» (١).

- ولربما سمع معاوية بأمر خلاف السنة وقع في غير بلده، فلا يتوانى عن الإرسال بتغييره، أو القيام في الناس بالتحذير منه.

فعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج: «أن العباس بن عبد الله بن عباس أنكح عبد الرحمن بن الحكم ابنته، وأنكحه عبد الرحمن ابنته، وقد كانا جعلا صداقا، فكتب معاوية بن أبي سفيان - وهو خليفة - إلى مروان يأمره بالتفريق بينهما، وقال في كتابه: هذا الشغار الذي نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (٢).

- وعن محمد بن جبير بن مطعم: «أنه بلغ معاوية، وهو عنده في وفد من قريش: أن عبد الله بن عمرو، يحدث: أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا توثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين» (٣).

- ومن أعجب ما وقفتُ عليه في اتباعه للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما نقله عنه حاجبه أبو يوسف، قال: «قدم أبو موسى الأشعري، فنزل بعض الدور بدمشق، فكان معاوية يخرج ليلا يستمع قراءته» (٤).


(١) صحيح مسلم (٣٨٧).
(٢) إسناده حسن: أخرجه أحمد (١٦٨٥٦)، وأبو داود (٢٠٧٥)، وفي سنده محمد بن إسحاق بن يسار المدني، صدوق يدلس، كما في التقريب (٥٧٢٥)، وقد صَّرح بالتحديث، فأُمن تدليسه.
(٣) صحيح البخاري (٧١٣٩).
(٤) إسناده صحيح إلى أبي يوسف: أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص: ٢٣١).

<<  <   >  >>