للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث لم تجتمع فيه صفات القبول.

وعلل اختياره بأنه أسلم من الاعتراض وأخصر (١).

قلت: وهو كذلك، فإنه أسلم من الاعتراضات الواردة على تعريف ابن الصلاح في جمعه بين صفتي الحسن والصحة.

كما أنه أخصر؛ إذ جمع اللفظين في لفظ واحد، وأسلم من تعريف العراقي ومن تبعه في اقتصاره على صفة الحسن، إذ قد يكون الحديث صحيحا وليس بحسن كما ذكر ذلك جماعة.

وتبعا لتخلف أية صفة من صفات القبول يتنوع الضعيف، فهو أنواع كثيرة، أوصلها ابن حبان (٢) إلى خمسين قسما إلا واحدا، والعراقي إلى اثنين وأربعين قسما (٣)، كما أوصلها بعضهم إلى ثلاثة وستين قسما (٤) وأوصلها آخر إلى مائة وتسعة وعشرين قسما باعتبار العقل، وإلى واحد وثمانين باعتبار إمكان الوجود، وإن لم يتحقق وجودها (٥).


(١) النكت على ابن الصلاح ص ٢٨٦ من المطبوع بالآلة الكاتبة بتحقيق: الدكتور ربيع بن هادي.
(٢) ابن حبان: هو الإمام الحافظ العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمي البستي، قال الحاكم: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، وكان من عقلاء الرجال.
من مصنفاته: المسند الصحيح، التاريخ، المجروحين، الثقات، وغيرها. توفي مسنة أربع وخمسين وثلاثماثة.
انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي ٣/ ٩٢٠ - ٩٢٤.
(٣) انظر: شرح ألفية العراقي له ١/ ١١٢ - ١١٦، توضيح الأفكار ١/ ٢٤٩ - ٢٥٣.
(٤) هو الشيخ محمد بن علي المجد ولي المالكي الأزهري في رسالة له سماها "فتح اللطيف في قسم الضعيف" المخطوط المحفوظ بمكتبة الأوقاف العامة ببغداد رقم ٣/ (مجاميع).
(٥) انظر: تدريب الراوي للسيوطي ص ١٠٥.

<<  <   >  >>