للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اللَّهُ عَلَى المسْلِمينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رُسْتَاقٍ (٢٣١) عَظِيمٍ مِنْ رَسَاتِيقِ العِرَاقِ. (٢٣٢)

١٤١ - قَالَ الفَسَوِيُّ فِي "المَعْرِفَةِ وَالتَّارِيخِ":

نَا أَبُو اليَمَانِ الحَكَمُ بْنُ نَافعٍ، نَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ جَهَّزَ بَعْدَ النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جُيُوشًا عَلَى بَعْضِهَا شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبي سُفْيانَ، وعَمْرُو بْنُ العَاصِ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا الشَّامَ، فَجَمَعَتْ لَهُمْ الرُّومُ جُمُوعًا عَظِيمَةً، فَحُدِّثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى خَالِدِ ابنِ الوَلِيدِ وَهُوَ بِالعِرَاقِ، وَكَتَبَ أَنِ انْصَرِفْ بِثَلاثَةِ آلَافِ فَارِسٍ فَأَمِدَّ إِخْوانَكَ بِالشَّامِ، وَالعَجَلَ العَجَلَ، فَأَقْبَلَ خَالِدٌ مُغِذًا جَوَادًا فَاشْتَقَ الأَرْضَ بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَى ضميرٍ، فَوَجَدَ المسْلِمِينَ مُعَسْكِرِينَ بِالجَابِيَةِ، وَتَسَامَعَ الأَعْرَابُ الَّذِينَ كَانُوا فِي مَمْلَكَةِ الرُّومِ بِخَالِدٍ، فَفَزِعُوا لَهُ، فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ:

أَلَا يَا صَبِّحِينَا قبلَ خَيْلِ أَبِي بَكْرِ ... لَعَلَّ منَايَانَا قَرِيبٌ وَمَا نَدْرِي (١)


(٢٣١) الرستاق: القرية الزراعية.
(٢٣٢) "إسناده صحيح إلى عبد الرحمن وهو مرسل"
"تاريخ أبي زرعة الدمشقي" (٥٦)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢/ ١١٣ - ١١٤)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس" (ص ٦٧)، وابن عساكر في موضع آخر (١/ ١٤٩)، كلاهما من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود القرشي، عن عروة: أنه كان في كتاب أبي بكر إلى خالد بن الوليد. . . بنحوه، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا" (ق ٥٨ ب).
فأما طريق أبي زرعة فرجاله ثقات، إلا أنه مرسل كأكثر روايات التاريخ، وعبد الرحمن بن جبير لم يدرك يزيد بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنه-؛ فضلًا عن أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-.
وأما طريق ابن عساكر ففيها الوليد بن مسلم يدلس، وقد عنعن، وابن لهيعة ضعيف، وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة وهو ثقة، والأثر مرسل، حديث عروة عن أبي بكر وعمر وعلي مرسل، كذا قال أبو حاتم وأبو زرعة، راجع "جامع التحصيل" (ص ٣٥١).

<<  <   >  >>