للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والوالي فِي كرامات الْأَوْلِيَاء وَأَنه لَيْسَ لَهَا حَقِيقَة وَكَانَ الْخَطِيب رجلا صَالحا فَلَمَّا قَامُوا ليعزوا أهل الْمَيِّت جَاءَ الْجَمَاعَة ليسلموا على الشَّيْخ فَقَالَ الشَّيْخ يَا خطيب أَنا لَا أسلم عَلَيْك فَقَالَ وَلم يَا سَيِّدي فَقَالَ إِنَّك لم ترد غيبَة الْأَوْلِيَاء وَلم تنتصر لَهُم

والتفت الشَّيْخ إِلَى القَاضِي والوالي وَقَالَ أَنْتُمَا تنكران كرامات الْأَوْلِيَاء فَمَا تَحت أرجلكما قَالَا لَا نعلم قَالَ تَحت أرجلكما مغارة ينزل إِلَيْهَا بِخمْس دَرَجَات فِيهَا شخص مدفون هُوَ وَزَوجته وَهَا هُوَ قَائِم يخاطبني وَيَقُول كنت ملك هذَيْن البلدين نَحْو ألف عَام وَهُوَ على سَرِير وَزَوجته قبالته وَلَا تَبْرَح من هَذَا الْمَكَان حَتَّى يكْشف عَنْهَا فَدَعَا بفؤوس وكشف الْمَكَان وَالْجَمَاعَة حاضرون فوجدوه كَمَا قَالَ الشَّيْخ والمغارة إِلَى هَذَا التَّارِيخ مَفْتُوحَة ترى وَتشهد على جَانب طَرِيق حلب

وحَدثني الإِمَام الْعَالم الصاحب محيي الدّين ابْن النّحاس رَحمَه الله قَالَ كَانَ الشَّيْخ يتَرَدَّد إِلَى قَرْيَة تريدم وَكَانَ لَهَا مَسْجِد صَغِير من قبلي الْقرْيَة لَا يسع النَّاس فخطر لي أَن أبني مَسْجِدا أكبر مِنْهُ من شمَالي الْقرْيَة فَقَالَ لي الشَّيْخ وَنحن جُلُوس فِي الْمَسْجِد يَا مُحَمَّد لم لَا تبني مَسْجِدا يكون أكبر من هَذَا

فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي قد خطر لي هَذَا الْأَمر إِن شَاءَ الله تَعَالَى

فَقَالَ لَا تبنه حَتَّى توقفني على الْمَكَان الَّذِي تُرِيدُ أَن تبني فِيهِ

فَقلت نعم

فَلَمَّا أردْت أَن أبني جِئْت إِلَيْهِ فَقلت لَهُ فَقَامَ معي وَجِئْنَا إِلَى الْمَكَان الَّذِي خطر لي فَقلت هَذَا الْمَكَان يَا سَيِّدي فَرد كمه على أَنفه وَجعل يَقُول أُفٍّ أُفٍّ لَا يَنْبَغِي أَن يبْنى هُنَا مَسْجِد فَإِن هَذَا الْمَكَان مسخوط على أَهله ومخسوف بهم فتركته وَلم أبنه

فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة احتجنا إِلَى اسْتِعْمَال لبن من ذَلِك الْمَكَان فَلَمَّا كشفناه وَجَدْنَاهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>