للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَذَكَرَ ابْنُ هِشَامٍ: الْأَبَابِيلَ، وَقَالَ: لَمْ يُسْمَعْ لَهَا بِوَاحِدِ، وَقَالَ غَيْرُهُ:

وَاحِدُهَا: إبّالُهُ، وَإِبّوْلٌ، وَزَادَ ابْنُ عَزِيزٍ: وَإِبّيلٌ، وَأَنْشَدَ ابْنُ هِشَامٍ لِرُؤْبَةَ:

وَصُيّرُوا مِثْلَ كَعَصْفِ مَأْكُولٍ

وَقَالَ: وَلِهَذَا الْبَيْتِ تَفْسِيرٌ فِي النّحْوِ، وَتَفْسِيرُهُ: أَنّ الْكَافَ تَكُونُ حَرْفَ جَرّ، وَتَكُونُ اسْمًا بِمَعْنَى: مِثْلُ، وَيَدُلّك أَنّهَا حَرْفٌ: وُقُوعُهَا صِلَةً لِلّذِي؛ لِأَنّك تَقُولُ: رَأَيْت الّذِي كَزَيْدِ، وَلَوْ قُلْت: الّذِي مِثْلُ زَيْدٍ لَمْ يُحْسِنْ، وَيَدُلّك أَنّهَا تَكُونُ اسْمًا دُخُولُ حَرْفِ الْجَرّ عَلَيْهَا، كَقَوْلِهِ: وَرُحْنَا بِكَابْنِ الْمَاءِ يَنْفُضُ رَأْسَهُ. وَدُخُولُ الْكَافِ عَلَيْهَا، وَأَنْشَدُوا: وَصَالِيَاتٍ كَكَمَا يُؤَثْفَيْنِ «١» [أَوْ يُؤْثَفَيْنِ] . وَإِذَا دخلت


- يشبه الغضا، والغلقة: شجيرة مرة بالحجاز وتهامة غاية للدباغ، والحبشة تسم بها السلاح فيقتل من أصابه، والخرفع: القطن الفاسد فى براعيمه، والثمام: عشب من الفصيلة النجيلية يسمو إلى خمسين ومائة سنتيمتر. والأترج والأترجة: نوع من الثمر حمضى، واللثى: ما يسيل من بعض الشجر كالصمغ. وفى المطبوعة بدلا من يكد: يكن، وهو خطأ، ويروى، تكد قيل: لأنه لا يجتمع منه فى سنة سوى القليل ويضرب فى تفضيل الشئ على جنسه، ولمن يصيب الخير الكثير. انظر مجمع الأمثال وفى اللسان أن المغافير نوع من الصمع يوضع فى ثوب، ثم ينضح بالماء، فيشرب. واحدها: مغفر، ومغفر، ومغفر، ومغفور، ومغفار، ومغفير.. وقد يكون المغفور أيضا للعشر والسّلم والثمّام والطّلح وغير ذلك.. ويقال لصمغ الرمث والعرفط: مغافير ومغاثير الواحد: مغثور، ومغفور ومغفر، ومغثر ... والمغافير الذى ورد فى حديث نساء النبى يراد به صمغ العرفط وله ريح كريهة منكرة، وعن الليث: المغافير: الصمغ يكون فى الرمث، وهو حلو يؤكل واحدها. مغفور.
(١) من قصيدة لخطام بن نصر بن عياض بن يربوع هو: المجاشعى. وأولها.
حىّ دار الحىّ بين الشهبين ... وطلحة الدوم، وقد تعفّين-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لم يبق من أى بها يحلّين ... غير حطام ورماد كنفين
وغير ود جاذل أو ودين ... وصاليات ككما يؤتفين
وفى خزانة الأدب: الشهبين وفى شرح شواهد الشافية للبغدادى أيضا: السهبين والشهبان وطلحه الدوم: موضعان، والنون فى تعفين ضمير ديار الحى، وصاليات بالجر: عطفا على ما قبلها، وهى الأثافى أى: الأحجار التى يوضع القدر عليها، وصفها بذلك، لأنها صليت بالنار أى أحرقت حتى اسودت. وما فى قوله «ككما» قد تكون مصدرية، فيكون التقدير: مثل الإثفاء وقد تكون موصولة بمعنى الذى، والكاف الأولى جارة، والثانية مؤكدة لها، وإذا كان من باب التوكيد جاز أن يكون الكافان اسمين أو حرفين، فلا يكون دليل على اسمية الثانية فقط. وفى شرح أدب الكاتب: أجرى الكاف الجارة مجرى: مثل، فأدخل عليها كافا ثانية فكأنه قال: كمثل ما يؤثفين، وما مع الفعل بتقدير المصدر. كأنه قال: كمثل إثفائها، أى أنها على حالها حين أثفيت، والكافان لا يتعلقان بشئ، فإن الأولى زائدة، والثانية قد أجريت مجرى الأسماء لدخول الجار عليها. ولو سقطت الأولى وجب أن تكون الثانية متعلقة بمحذوف صفة لمصدر مقدر محمول على معنى الصاليات؛ لأنها نابت مناب مثفيات. فكأنه قال: ومثفيات إثفاء مثل إثفائها حين نسبت للقدر. وأما يؤثفين فيحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون مثل: يؤكرم، ويكون على لغة من قال: ثفيت القدر «ثفيت بفتح الثاء وتشديد الفاء وإسكان الياء» ومن قال هذا كانت أثفية «بضم الهمزة وإسكان الثاء وكسر الفاء وتشديد الياء» عنده أفعولة، واللام واو، ويحتمل أن تكون ياء، والهمزة زائدة فأصلها؛ أثفوية، فقلبت الواو ياء، وأدغمت وكسرت لتبقى الياء على حالها، والوجه الآخر: أن يكون يؤثفين: يفعلين- بضم الياء وفتح الفاء وإسكان العين وفتح اللام وإسكان الياء وفتح النون- فتكون الهمزة أصلية، فتكون أثفية على هذا فعلية بضم الفاء إسكان العين وكسر اللام وتشديد الياء مع فتح، وتكون على لغه من قال: آثفت-

<<  <  ج: ص:  >  >>