للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلقة

قصيدة لاديب العراقي معروف افندي الرصافي في الانتصار لمذهب المؤلف وشيخه عليهما رحمة الرحمة والرضوان.

بدت كالشمس يحضنها الغروب ... فتاة راع نضرتها الشحوب

منزهة عن الفحشاء خود ... من الخفرات انسة عروب

نور تستجد بها المعالي ... وتبلى دون عفتها العيوب

صفا ماء الشباب بوجنتيها ... فحامت حول رونقه القلوب

ولكن الشوائب ادركته ... فعاد وصفوه كدر مشوب

ذوي منها الجمال الغض وجدا ... وكاد يجف ناعمه الرطيب

اصابت من شيبتها الليالي ... ولم يدرك ذؤابتها المشيب

وقد خلب العقول لها جبين ... تلوح على اسرته النكوب

الا ان الجمال إذا علاه ... نقاب الحزن منظره عجيب

حليلة طيب الاعراق زالت ... به عنها وعنه بها الكروب

رعى ورعت فلم تر قط منه ... ولم ير قط منها ما يريب

توثق حبل ودهما حضورا ... ولم ينكث توثقه المغيب

فغاضب زوجها الخلطاء يوما ... بامر للخلاف به نشوب

فاقسم بالطلاق لهم يمينا ... وتلك النية خطا وحوب

وطلقها على جهل ثلاثا ... كذلك يجهل الرجل الغضوب

وافتى بالطلاق طلاق بت ... ذوو فتيا تعصبهم عصيب

فبانت عنه لم تات الدنايا ... ولم يعلق بها الذام المعيب

<<  <   >  >>