للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

ألا ترى كيف وصف البراء بن عازب حضورهم إحدى الجنائز مع النبي حيث وصف جلوسهم وانتظارهم تجهيز القبر وجلوسهم حول النبي بقوله: (وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ) (١).

يعني لو رأتهم طير لحطت على رؤوسهم وما طارت لخشوعهم وسكينتهم وامتناع أدنى صوت منهم، حتى تظنهم الطير شيئًا جامدًا لا يتحرك من شدة خشوعهم وسكينتهم.

ثم إن من المفترض- أيضًا- أن يسمع الناس لأهل العلم إن كان معهم أحد منهم، فإن الدفن وإنزال الميت في قبره ووضعه فيه إلى آخر ذلك … كل هذا عبادة ينبغي أن تؤدى على الوجه المشروع والمأثور عن المعصوم وأدرى الناس بذلك هم طلبة العلم وأهله (٢).

وقد سبق في السؤال رقم (١١٤) فتوى حول هذا الموضوع.

أسأل الله العلي العظيم الرحمن الرحيم أن يرحم موتانا وموتى المسلمين، وأن يفسح لهم في قبورهم، وأن يجعلها روضة من رياض الجنة، وأن يتوفانا مؤمنين غير خزايا ولا ندامى ولا مفتونين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

* * *


(١) أخرجه أحمد في مسنده ٣٠/ ٤٩٩، والحاكم في مستدركه ١/ ٩٣، وأبو داود في سننه ٧/ ١٣١. وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٤٩، والألباني في المشكاة ١/ ٥٣٦.
(٢) بتصرف من كتاب تنبيهات حول بعض المخالفات الواقعة في المقابر لخالد الشايع ص ١٢، ومابعدها.

<<  <