للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيا، وتشجع الخرافيين في الغلو في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يوصف بغير وصفه الحقيقي، وأن ينسب إليه ما يخالف النقل الصحيح والعقل السليم والله ولي الهداية والتوفيق:

وإلى القارئ بيان تلك النماذج:

في أوائل هذا الكتاب ما يلى:

"١" يا نبي سلام عليك يا رسول سلام عليك.

"٢" يا حبيب سلام عليك صلوات الله عليك.

فيا أيها القارئ الكريم قف وتأمل ما قال، هل يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الصيغ الهزيلة التي تدل على الاستهزاء لا على التعظيم، ولولا ثقتنا بحب المؤلف للرسول صلى الله عليه وسلم لقلنا إنه قد تعمد الإساءة بتلك الألفاظ للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن نقول إنه لم يحسن خطابه صلى الله عليه وسلم.

وقد أخبرني ممن أثق به من طلبة العلم، أنه كان طالب علم سلفي بمدينة من مدن الخليج العربي فأنكر على المحتفلين بقصة المولد في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول حسبما جرت عليه عادة الاحتفال في الخليج إلا بلدان الحنابلة، ولكن دون احتفال أهل مصر، يقرأ فيها كتاب البرزنجي وبعض القصائد النبوية، وأحيانا تدق فيها الدفوف، وأحيانا تقرأ فيها قصيدة البردة ونحو ذلك، فأنكر الشيخ السلفي عليهم، فذهب بعضهم وشكاه إلى حاكم تلك المدينة بأن فلانا ينكر علينا الاحتفال بالمولد النبوي، وهو شخص لا يحب الرسول لأنه وهابي، فأرسل الحاكم في طلبه ليسمع حجته، فعندما حضر عند الباب قال: يا شيخ سلام عليك، يا حاكمنا سلام عليك، صباح الخير عليك، فقال الحاكم: مالك يا رجل أجننت، ما هذا الكلام، فقال: هذه تحيتي إليك.

فقال الحاكم: ليست هذه تحية، قال: إذا ما هذه، قال الحاكم: هذه تشبه الاستهزاء وأنت رجل عاقل، كيف تفعل ذلك، وجعلت الناس يضحكون عليك.

<<  <   >  >>