للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا ولي الحسنات ... ي رفيع الدرجات

كفر عني الذنوب ... واغفر عني السيئات

عالم السر وأخفى ... مستجيب الدعوات

والواضح من هذا الكلام أنه يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم, لأن أول هذه الأبيات, من رأى وجهك يسعد ... الخ, فالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم واضح, فهل الرسول صلى الله عليه وسلم يغفر الخطايا وهل الرسول صلى الله عليه وسلم عالم السر وأخفى؟ وهل الرسول صلى الله عليه وسلم يستجيب الدعوات؟ إن هذا الأمور مختصة بالله. والظاهر أن المؤلف هذا جاهل جهلا مركبا, إذ إن هذه ميزة المسيحين, فهم الذين يلجأون إلى أحبارهم ورهبانهم لمحو ذنوبهم, ويعطونهم صكوك العفو والغفران, فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم ذهب المؤلف يكتب نثرا, ويمدح الرسول صلى الله عليه وسلم مبالغا في مدحه, مدح تنكره العقول وتمجه الطباع القويمة, ثم ذكر قائلا: أول ما نستفتح بإيراد حديثين وردا عن نبي كان قدره عظيما, ونسبه كريما, وصراطه مستقيما, قال في حقه من لم يزل سميعا عليما,..... الخ الكلام إلى أن قال:

الحديث الأول عن بحر العلم الدافق ولسان القرآن الناطق, أوحد علماء الناس, سيدنا عبد الله بن سيدنا العباس, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن قريشا كانت نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بألفي عام, يسبح الله تعالى ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه, فلما خلق الله آدم أودع ذلك النور في طينته, قال صلى الله عليه وسلم فأهبطني الله إلى الأرض في ظهر آدم عليه السلام, وجعلني في السفينة في صلب نوح عليه السلام, وجعلني في الخليل إبراهيم عليه السلام حين قذب به في النار, ولم يزل الله عز وجل ينقلني من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية الفاخرة, حتى أخرجني الله من بين أبوي وهما لم يلتقيا على سفاح قط. اللهم صل وبارك عليه.

<<  <   >  >>