للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سالمة من داء الغباوة, فأقول:

أركان الإسلام خمسة: أولها الشهادتان: ثم الأركان الأربعة.

فالأربعة, إذا أقر بها أحد وتركها تهاونا, فنحن وإن قاتلناه على فعلها, فلا نكفره بتركها, والعلماء اختلفوا في كفر تارك للصلاة كسلا من غير جحود.

ولا نقاتل إلا على ما أجمع عليه العلماء كلهم, وهو الشهادتان.

وأيضا نكفره بعد التعريف إذا عرف وأنكر. فنقول أعداؤنا معنا على أنواع.

النوع الأول: من عرف أن التوحيد دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أظهره للناس وأقر أيضا أن هذه الاعتقادات في الحجر والشجر الذي هو دين غالب الناس, أنه الشرك بالله, الذي بعث الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه, ويقاتل أهله ليكون الدين كله لله, ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد ولا تعلمه ولا دخل فيه, ولا ترك الشرك.

فهو كافر نقاتله بكفره, لأنه عرف دين الرسول, فلم يتبعه, وعرف دين الشرك فلم يتركه, مع أنه لا يتغض دين الرسول, ولا من دخل فيه, ولا يمدح الشرك, ولا يزينه للناس.

النوع الثاني: من عرف ذلك كله, ولكنه تبين في دين الرسول مع ادعائه أنه عامل به, وتبين في مدح من عبد غير الله وغالى في أوليائه, ففضلهم على من وحد الله وترك الشرك, فهذا أعظم من الأول, وفيه قوله تعالى {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} وهو ممن قال الله فيه {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ} .

النوع الثالث: من عرف التوحيد واتبعه, وعرف الشرك وتركه: ولكن يكره من دخل في التوحيد, ويجب من بقي على الشرك, فهذا أيضا كافر, وفيه قول الله {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} .

<<  <   >  >>