للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانقسم الناس فمنهم شارد ... مخاصم محارب معاند

ما بين خفاش وبين جعل ... شاهت وجوه أهل المثل

وبعد ما استجيب لله فمن ... جادل في الله تردى وافتتن

ومن أجاب داعي الله ملك ... ومن تولى معرضا فقد هلك

والسابقون الأولون السادة ... آل سعود الكبراء القادة

هم الغيوث والليوث والشنف ... ونصرة الإسلام والشم الأنف

فأقبلوا والناس عنه أدبروا ... وعرفوا من حقه ما أنكروا

إلى ما آخر ما جاء في تلك الأرجوزة الرنانة.

"٣"

قال علامة العراق السيد محمود شكري الألوسي رحمه الله في آخر تاريخ لنجد:

كان الشيخ محمد من بيت علم في نواحي نجد, وكان أبوه الشيخ عبد الوهاب عالما فقيها على مذهب الإمام أحمد, وكان قاضيا في بلدة العيينة, ثم في حريملاء, وذلك في أوائل القرن الثاني عشر, وله معرفة تامة بالحديث والفقه, وله أسئلة وأجوبة.

وكان والد عبد الوهاب, الشيخ سليمان, عالما فقيها, أعلم علماء نجد في عصره, له اليد الطولى في العلم, وانتهت إليه رياسة العلم في نجد صنف ودرس وأفتى.

إلا أن الشيخ محمدا لم يكن على طريقة أبيه وجده, وكان شديد التعصب للسنة, كثير الإنكار على من خالف الحق من العلماء.

والحاصل أنه كان من العلماء الآمرين بالمعروف, والناهين عن المنكر, وكان يعلم الناس الصلاة وأحكامها, وسائر أركان الدين, ويأمر بالجماعات.

<<  <   >  >>