للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علياً، صلى على سهل بن حنيف فكبّر عليه ستاً، ثم التفت إلينا فقال: (إنه بدري)، قال الشعبي: وقدم علقمة من الشام، فقال لابن مسعود: إن إخوتك بالشام يكبرون على جنائزهم خمساً، فلو وقّتم لنا وقتاً نتابعكم عليه، فأطرق عبد الله ساعة ثم قال: (انظروا جنائزكم فكبروا عليها ما كبر أئمتكم، لا وقت ولا عدد) (١)، وجاء عن علي -رضي الله عنه- أنه: (كان يكبر على أهل بدر ستاً، وعلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمساً، وعلى سائر الناس أربعاً) (٢)، وغيرها من الآثار.

ونوقش هذا الاستدلال:

- أما الحديث المرفوع فقد قال النووي: (هذا الحديث عند العلماء منسوخ، دل الإجماع على نسخه (٣)، وقد سبق أن ابن عبد البر وغيره نقلوا الإجماع على أنه لا يكبر اليوم إلا أربعا وهذا دليل


(١) أخرجه بهذا التمام عبدالرزاق في مصنفه (٦٤٠٣)، ومن طريقه ابن حزم في المحلى (٣/ ٣٤٩) عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به، وإسناده صحيح بل قال ابن حزم: (في غاية الصحة)، وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي وغيرهم، وأخرجه مختصراً أيضاً الإمام البخاري في صحيحه (٤٠٠٤) دون ذكر العدد ولفظه: أن علياً -رضي الله عنه-، كبّر على سهل بن حنيف فقال: (إنه شهد بدراً)، واحتج بالوارد عن ابن مسعود الإمام أحمد كما ذكر ابنه عبدالله في مسائله ص (١٣٩): (قال: سمعت أبي سئل عن الصلاة على الجنازة كم يكبر؟ فقال ابن مسعود: كبر ما كبر إمامك).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (١١٤٥٤)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٢٨٥١)، والدارقطني (١٨٢٣)، والبيهقي في الكبرى (٦٩٤٤) وغيرهم من طريق حفص بن غياث، عن عبد الملك بن سلع الهمداني، عن عبد خير، قال: (كان علي -رضي الله عنه- يكبر على أهل بدر ستا، وعلى أصحاب النبي صلى الله عليه -صلى الله عليه وسلم- خمساً، وعلى سائر الناس أربعاً)، قال العيني في نخب الأفكار (٧/ ٣٥٩) (بإسناد صحيح)، وفي عبدالملك بن سلع كلام يسير، ولم أقف على من أعل الأثر وقد سكت عنه الطحاوي والبيهقي وابن حجر في الفتح (٣/ ٢٠٢).
(٣) قال المرداوي في التحبير شرح التحرير (٦/ ٣٠٦٣): (في الحقيقة حيث وجد إجماع على خلاف نص فيكون قد تضمن ناسخاً لا أنه هو الناسخ).

<<  <  ج: ص:  >  >>