للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآلاف (١) الدرهم هي لولد أخي، وليس لأحد عليّ شيئ، ولا لي على أحد شيئ، وكان زفر شديد العبادة والاجتهاد.

وقال الصيمري أخبرنا عمر بن إبراهيم عن مكرم عن محمد بن أحمد بن يعقوب السدوسي، قال: حدّثنا جدّي -وهو يعقوب بن شيبة بن الصلت المالكي- قال: زفر بن الهذيل عنبري من أنفسهم يكنى أبا الهذيل، وكان قد سمع الحديث، ونظر في الرأي، فغلب عليه، ونسب إليه، ومات بـ "البصرة"، وأوصى إلى خالد بن الحارث (الحافظ)، وعبد الواحد بن زياد، وكان أبو الهذيل يلي الأعمال، ومات وهو والي "أصبهان"، وكان أخوه صباح بن الهذيل على صدقة بني تميم، وزفر هو زوج أخت خالد بن الحارث، ومات في أول خلافة المهدي سنة ثمان وخمسين ومائة.

وكلام يعقوب بن شيبة هذا لا غبار عليه، إلا أن جعل وفاته في أول خلافة المهدي فيه وقفة، لأنه نصّ ابن خلكان وغيره على أن وفاته في شعبان من سنة ١٥٨ هـ، فيكون وفاته قبل وفاة المنصور بأربعة أشهر، وسبق أن نقلنا من "ثقات ابن حبان" وفاته في ولاية أبي جعفر المنصور، وقال أحمد بن خلف وعبد الباقي بن قانع في رواية المرزباني عند الصيمري أن زفر مات سنة ١٥٨ هـ، وفيها مات المنصور، وإسرائيل بن يونس. وحكى أبو خازم عن بكر العمي أن زفر توفي سنة ١٥٨ هـ، وهو ابن ثمان وأربعين سنة، كما ذكره ابن أبي العوام.

وعن بشر بن القاسم، سمعت زفر يقول: لا أخلف بعد موتي شيئا أخاف عليه الحساب، فلمّا مات قوّم ما في بيته، فلم يبلغ ثلاثة دراهم، ولما احتضر قال له أبو يوسف وغيره: أوص، فقال: هذا المتاع لزوجتي، وهذه الثلاثة الآلاف الدرهم لولد أخى -وكان تزوّج امرأة أخيه بعد وفاته- وأما أنا


(١) كذا: "آلاف" ووجهه: "الآلاف".

<<  <  ج: ص:  >  >>