للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجليل: فخر الدين الرازي، ولذلك: قال أبو حيان في: "البحر المحيط": جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لا حاجة بها في علم التفسير، ولذلك قال بعض العلماء١: "فيه كل شيء إلا التفسير".

وفي الحق: أنا لا أوافق هذا القائل؛ فإن فيه تفسيرًا كثيرا، ولو أنه رحمه الله اقتصر على التفسير واقتصد في مناقشة آراء الفلاسفة والمتكلمين، وسرد أقوالهم، لكان أولى وأجمل.

ومن العلماء المتأخرين المحققين من أكثر من الاستطراد، وذكر أدلة الموافق والمخالف في كل مسألة من المسائل، وقد يسر له هذا تأخره الزمني، وسعة اطلاعه على أقوال من سبقوه، ومؤلفاته، حتى إنه ليذكر في بعض الموضوعات، والمسائل، ما يصل إلى حجم رسالة صغيرة، فمن ثم: جاء كتابه شاملا، أو خلاصة لكلام كل من سبقوه في التفسير وغيره أو إن شئت فقل: معلمة للتفسير وغيره، وذلك كما صنع الإمام الجليل الآلوسي في تفسيره العظيم٢.


١ قيل: هو ابن عطية.
٢ الإتقان جـ ٢ ص ١٩٠.

<<  <   >  >>