للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزهور ووقائع الدهور لابن إياس، وكان حينها بنو عطية في الشرقية من الديار المصرية، وكان جزء كبير من هذا الإقليم يخضع لنفوذ مشايخهم.

ومن مميزات بني عطية الفريدة أنهم كانوا دومًا يعملون لحسابهم الخاص ولا يتقربون لحكام مصر سواء من المماليك أم لمحمد علي باشا وأحفاده في القرنين الأخيرين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، ولم يتدخلوا في أي نزاعات بين الحكام ولم يشاركوا في حروب في صالح الدول أو الحكومات المتتابعة على القاهرة، وكان بنو عطية رغم ذلك محل احترام ولهم هيبة في نفوس المماليك والعثمانيين، وكان صيتهم كبيرًا في القرن العاشر والحادي عشر في الشرقية.

وهناك الكثير من فصائل بني عطية (المعارة) الذين نزلوا مبكرًا إلى مصر في أواخر القرن التاسع وخلال القرن العاشر الهجري وقد ذابوا في قرى الشرقية ومارسوا الزراعة وأكثرهم نسوا حسبهم ونسبهم إلى قبيلة بني عطية (المعارة)، وتوجد عائلة الزرانجة التي انفصمت عن عشيرة الزرانجة (١) عن السليمات والذين أغلبهم في الصعيد وسنوضح عنهم، وعائلة الزرانجة هؤلاء يقطنون في القرى حول بلبيس بمحافظة الشرقية وينسب إلى هذه العائلة شيخ الجامع الأزهر السابق والإمام الأكبر عبد الحليم محمود، وقيل لي من بني عطية في الإسماعيلية أن عبد الحليم محمود - رحمه الله - كان يعرف نسبه إلى عرب (المعازة) وصرح بذلك مرارًا أمام عمدة المعازة في مصر، وأذكر من عُمَد قبيلة المعازة في بلبيس الشيخ محمود أحمد صالح ومقره قرية السلام بحجرة بلبيس. كما أن هناك عشائر أخرى من المعازة نزلت حول القاهرة في مناطق عرب الحصن بعين شمس والزيتون والمطرية والقليوبية وأشهرها عشيرتي الدراهمية (٢) والغروب (٣)، وهؤلاء رغم تحضُّرهم الأن


(١) توجد نجوع عرب الزرنوجي المعازة في الصف جنوب محافظة الجيزة، والصف وتبعد حوالي ٦٠ كيلو مترا عن العاصمة (القاهرة) جنوبًا، ومن الزرانجة عمدة في قبيلة المعازة حتى الآن في تلك النواحي.
(٢) الدراهمية: أكثرهم هي شارع ترعة الجبل بالزيتون وهو شارع وابور المياه القديم ويوجد منهم نحو ٥ بيتا أي حوالي ٣٠٠ نسمة كما توجد منهم أسر في عرب الجسر بعين شمس، ومنهم قسم في كفر حمزة في مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية.
(٣) الغروب جاءوا الى منطقة عرب الحصن بعين شمس بعد الدراهمية وكانوا تابعين لعمدية أبو طويلة العيادي من قبيلة العيايدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>