للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسكنى هذه القبيلة لهذه الناحية قديمة فقد ذكرها ياقوت في معجم البلدان (١) قال: "البوباة بالفتح ثم السكون وباء أخرى: اسم لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانية وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن. قال رجل من مزينة:

خليليّ بالبوباة عوجًا فلا أرى … بها منزلًا إلا حديث المقيَّد

نذق برد نجد بعدما لعبت بنا … تهامة في حمّامها المتوقد

قال ابن السكيت في شرح قول المتلمس:

لن تسلكي سبل البوباة منجدة … ما عاش عمرو وما عمرت قابوس

قال: البوباة ثنية في طريق نجد على قرن ينحدر منها صاحبها إلى العراق، فيقول: لا تأخذ بذلك الطريق إلى نجد وأنت تريد الشام. وأصل البوباة والموماة: "المتسع من الأرض". أقول وفيما نقله عن ابن السكيت أن البوباة ثنية خطأ والصواب ما ذكره أولًا، وذكرها أيضًا الرداعي في أرجوزته المشهورة التي أوردها الهمداني في صفة جزيرة العرب (٢) قال:

هذا وهُم في مسجد المِيْقات … ثم استطفوا فوق يَعْملات

حتى إذا ما ثُرن مجبوبات … لبو جميل الصنع ذا الخيرات

مُفْضين بالسير إلى البوبات … قولهم يا قاضي الحاجات

اغفر لنا يا سامع الدعوات … واعف عن الأحياء والأموات

وصدق الرداعي إذ البوباة (البهيتاء) أول ما تلقى المتجه إلى مكة من الميقات وهي صدر وادي نخلة اليمانية وينحدر سيلها إليه.


(١) ص ٥٠٦.
(٢) ص ٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>