للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أشهر موارد العريف (نصاب) مركز حدود من مراكز المملكة الشمالية، ومن وقعات العريف المشهورة ما تسمى بوقعة (الرميلة) وذلك حينما غزاهم ابن هذَّال شيخ عَنَزة بتسعمائة وتسعة وتسعين فارسًا وأعان الله العريف عليه وهزموه حيث قتلوا كثيرًا من عنزة الغازين ومنهم سبعة عقداء منهم ابن هذَّال المذكور، وسميت هذه الغزوة عند الظفير بذبحة العقداء، فقال فيها الشاعر زعَّال بن راعج القطينان العريفي قصيدة يصوِّر فيها المعركة وما جرى فيها:

قمت أصبِّح للرميله مع قطينه … واجهل (١) اللِّي ينزلون الخوف دومي

لا بتي ريف الطيوح اللِّي سمينه … لين تأتي مرتعه روس الخرومي

من يجيها بالمكنزي (٢) حامسينه … مشبعين الذيب وطيور تحومي

كم دلال ونجرهن ما أحلى دنينه … صفقوهن يوم سمعوا بالعلومي

وكم عقيد من شبابه قاطعينه … من مضارب ربعنا دوك مخدومي

وكم هنوف فاختت شوفة خدينه … دوك تطرخ شوشته حامي السمومي

ولمَّا سمع بذلك أخيه الشاعر سعد بن راعج القطينان فكأنه تقال هذه القصيدة في وصف المعركة فقال:

فر قلبي فر لولاب المكينه … ارتكي شغَّالها وقط الهدومي

قمت أصبِّح للرميله مع قطينه … قمت أصبِّح وأجهل الجذعان وأومي

جتنا قوم مثل مزغول الشنينه … عزَّلت صابورها مثل الغيومي

ركبوا الجذعان وصفَّقُوه بحينه … مشبعين الضبعة العرجا لزومي

كم عجوز فاختت شوفة جنينه … تنشد الذلَّان وقامت لك تلومي

وكم غلام عفيته والله يمينه … أودع الويوان تآكل بالرشومي

أودعه ختلان توطاه بيدينه … العوض في سابقه حمرا ردومي


(١) أجهل: بمعنى أنخي على لهجة الظفير.
(٢) المكنزي: البنادق.

<<  <  ج: ص:  >  >>