للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التخلّي والأتراك، فكلٌّ عاينَ سُخفَه، فحاول وَصفه، فما وافق أحدهم المَعنى، وما كان فيه ممطر ولا مَغنى فقال:

ولحيةٍ في طولها ميلُ ... قصّر عن إدّرَاكِهَا الطَّوْلُ

وقال تهنِئَةً بنَيرُوز:

هو النَّيرُوز أمَّك للتَّهَاني ... وللْبُشْرَى بمُقْتَبل الزَّمانِ

فهنَّاكَ المهيمنُ ما حبَاهُ ... ويحبوه على ناءٍ ودانِ

فإنْ تكُ سابقاً في كُلِّ فَضْلٍ ... كما سَبَق المبرِّزُ في الرِّهَانِ

سبقت فما تُضَاهى في سَنَاءٍ ... أشفّ به الشُّجَاعُ على الجبانِ

حَلَلْتَ من العُلَى أعلى مَحَلٍّ ... تَقَاصَرَ عن عُلاّهُ الفَرْقَدَانِ

فَظَاهر بالمكارمِ والمَعَالي ... مظاهرةَ المُهنَّدِ للسِّنَانِ

لهمتَ بكُلِّ مَكْرُمَةٍ وبرّ ... إذا ما هام غيرُك بالغَوَاني

وسُدْتَ العالمين نهىً وعُلْيَا ... مُذاعاً في الأقاصي والأدَاني

وحِلْماً راجحاً بهضابِ رَضْوَى ... وَعَزْماً مثلَ بارقةِ اليمانِ

وجوداً فائِضاً في كُلِّ حينٍ ... إذا ضَنَّ الحيا والمِرْزَمَانِ

<<  <   >  >>